قال إن توارث الضغائن لا تزال تجر أذيالها حتى اليوم.. اليدومي: الانقلاب في مصر قصم ظهور كل من توهم إمكانية نجاح الديمقراطية الثلاثاء 13 أغسطس-آب 2013 الساعة 05 مساءً أخبار اليوم/ متابعات قال رئيس الهيئة العليا للإصلاح الأستاذ/ محمد اليدومي، إن الصراع الدموي على السلطة من أهم وأبرز أسباب تخلف الأمة في كثير من جوانب الحياة.. مؤكداً أن الجماهير العربية صُدمت بالانقلاب العسكري المصري. وأوضح اليدومي, في منشور له عبر صفحته على الفيس بوك, أن الانقلاب أحدث حراكاً سياسياً وثقافياً محترماً، وساهم بشكل فعَّال في إثراء الحوارات، وارتقى بوعي المتحاورين إلى إصرارهم على الاستمرار في مقاومة هذا الانقلاب بالنضال السلمي, مهما كانت كُلفة هذا النضال.. كما أكد أنه لم يكن هناك من يحبِّذ أي انقلاب عسكري على الأطراف المتصارعة, لفتح صفحة جديدة في حياة المصريين السياسية. وأضاف رئيس الهيئة العليا للإصلاح:" جاء الانقلاب قاصماً لظهور كل من توهم إمكانية نجاح العملية الديمقراطية والقبول بآلياتها ونتائج مخرجاتها، والالتزام بها سلوكاً آمناً للسير نحو التداول السلمي للسلطة دون صراعات دموية لم تجنِ الأمة وشعوبها منها غير الأحقاد، وتوارث الضغائن بين أبنائها لمئات من السنين؛ والتي لا تزال تجرُّ أذيالها حتى اليوم، وما هذا الانقلاب إلا مصداقاً لهذه الحقيقة التاريخية، والدليل القاطع على أن المراحل التي بيننا وبين الديمقراطية لا زالت طويلة، وأن العبوس هو السمة الغالبة على ليالي الأمة وأيامها". وأوضح:" ليس هذا تشاؤماً منا؛ فنحن لا نؤمن بالتشاؤم ولا هو معهود عنا، ولكننا ننظر إلى وقائع الأحداث كما هي، لاكما نتخيلها أو نتمنى أن تكون، ولا نتوقف عند هذا، بل نسعى للبحث عن حلول مناسبة لها، وكلنا يقين بأن يومنا أفضل من أمسنا، كما أن كلنا أمل بأن يكون غدنا أفضل بكثير من يومنا, إن شاء الله تعالى". وتابع اليدومي:" لقد صُدمت الجماهير بما وقع في مصر من تحطيم لأسس الديمقراطية التي كادت أعمدتها أن ترتفع، والتي بدت, للوهلة الأولى, معْلماً بارزاً في حياة المسلمين السياسية، والتي بها كنا نأمل أن نتجاوز بحار الدماء التي كانت القوى السياسية تمخر عبابها للوصول إلى سدة الحكم". ودعا عقلاء الأمة وحكماءها لأن يعبروا بها هذا الصادم لآمالها، ويستمروا في توعية الجماهير ونخبها المتعلمة والمثقفة بمخاطر الاستسلام لهذا الانقلاب, الذي إن استمر فلن يكون هناك استقرار ولا تنمية ولا استثمار, ولا حضور محترم بين الأمم. وقال:" إننا أمة متخلفة في كثير من جوانب الحياة، والفارق التقني والزمني الذي يفصل بيننا وبين كثير من شعوب الأرض كبير، ويقدَّر في بعض النجاحات العلمية بمئات السنين، ويعتبر الصراع الدموي على السلطة من أهم وأبرز أسباب هذا التخلف، والعائق الأكبر أمام بناء دولة المؤسسات, وتطبيق النظام والقانون, والانشغال بالتنمية والنهوض الحضاري".