أقاويل هنا وهناك، وردود وورود وتهانٍ وتبريكات.. تلك هي مشاعر العيد المبارك، ولكن هناك مظاهر من الواقع تفرض مقدار السعادة.. نبدأ في سردها من الأصغر إلى الأكبر في الأهمية، فعند خروجك لتناول العشاء في أحد المولات الكبرى تجد السعادة على وجوه الكثيرين، إلا أنك سوف تحتار وأنت حاملا طعامك دون جلوس لساعات.. رغم أن المقاعد فارغة، ولكن تجد بجوارها شخص أو أكثر يحرسونها لأقاربهم، الذين ربما يكونوا قد استغنوا عن الرجوع باللهو أو الشراء.. فأين المنظمون لتلك الصالات لتعم السعادة وتتراجع الفوضى يا سادة؟!. ومظهر آخر تجد أطراف الحديث تجاذبت إليه بقوة في مواقع كُثر على موضوع تستطيع تصنيفه الأيام الماضية ب"الجدلي" بين الرافض والمؤيد وبقوة، ألا وهو إعلان 6 وزارات سعودية بالاتفاق مع وزارة الصحة على مراقبة الدوام الرسمي -الذي بدأ يوم أمس- وذلك لتفادي التغيُّب بداعي المرض، وعلى حد علمي أن تلك الوزارات الست، هي التربية والتعليم، النقل، التجارة، الشؤون الاجتماعية، الشؤون البلدية والقروية والعمل، إضافة لوزارة الصحة المعنية.. والسؤال الآن: ماذا أسفرت تلك المراقبة للإجازات خلال الأيام الثلاثة الأولى من بداية الدوام؟ وهل التزمت قطاعات الصحة ومراكزها والمستشفيات بعدم تحرير إجازات مرضية في تلك الأيام الثلاثة.. هذا ما سوف نعرفه من المفتشين التابعين لهذه الوزارات، المقرر أن يقوموا بمراقبة الدوام الرسمي للموظفين في تلك القطاعات المحددة من قبلهم. وعند السؤال عن أحوال المعتمرين القادمين من خارج المملكة لأداء عمرة شهر رمضان المبارك -أعاده الله على المسلمين بخير- تجد أن هناك عين ساهرة على راحتهم من قبل هيئة الطيران المدني، إذ علمنا أنهم سخروا كافة الجهود لكي يتمكن الجميع من المغادرة في أمان إلى بلدانهم؛ في المواعيد المحددة لهم آنفاً على الطيران الذي اختاروه هم بأنفسهم، أو من شركات السياحة التي تعاقدوا معها من بلادهم.. بأن الأمر حسم بالفعل لصالح هؤلاء المتمتعين بعمرة رمضان، ولكي ينعموا بالوصول لمنازلهم في غاية الراحة، وذلك بقرار يصنف بالحاسم، وهو إيقاف شركات الطيران غير الملتزمة بإعادة الحجاج في المواعيد المحددة.. فضلا عن طلب هيئة الطيران المدني من شركات الطيران تقديم كشوف بأسماء الركاب "مانفيست" -بصورة نظامية- من التشغيل إلى ومن السعودية مستقبلا، وإلا سوف تفرض الغرامات على تلك الشركات، علاوة على الغرامات التي ستفرض على أي مخالفة أخرى للتعليمات.. واعتمدت المواصفات والمقاييس للسلامة الجوية المطبقة من قبل وكالة سلامة الطيران الأوروبية، إذ ستمنع الطائرات المسجلة في اللائحة السوداء من قبل تلك الوكالة من التشغيل إلى ومن السعودية، ما لم يثبت الناقل أنه اتخذ الإجراءات التصحيحية الكفيلة برفع الحظر -هذا بالتفصيل حسب معلومات مصادر مطلعة- إلا أن ما يهمنا نحن راحة وسعادة المعتمر والزائر. تلك هي جولة سريعة مما أسماه البعض ممن تبادلنا معهم التهاني ب"مطلب السعادة من الواقع يا سادة"، عيد سعيد على كل المسلمين.