أكرم أحمد باشكيل في الماضي القريب كنا نعيش أيامنا مقترنة بأحلامنا الطائرة التي ترفرف من بين جوانحنا وتحقق لنا غايات السعادة المثلى بكل بساطتها على أمتداد أرضنا التي نعيش فيها مع وجود الحياة القاسية وشظف العيش مقارنة بما هو موجود الآن وماهو محمود للرحمن من بني البشر ..!! مايتم من تحضير وتهيئة نفسية ومادية بكل تواضع قبل قدوم العيد لها من التجليات والمناخات ما يضعك على عتبة حالة مغايرة في إستقبال الحدث ( العيد) بكا معاني الفرح المكتنز بالبهجة النفسية في أسمى معانيها مما يوفر لك قاعدة وأرض خصبة للتعامل مع الذات والآخرين في كيفية نشر السعادة والتعايش معها تلقائيا دون منغصات آو ضغوطات على كثرتها حينها ..!! الناس من ساعات الليلة التي تسبق لحظة الإعلان عن دخول العيد تبدأ في التغير والتعايش مع اللحظة بشكل مباشر وتلقائي روحاني جميل حين تدب الحركة في كل الأمكنة بدءا بالبيت الى الشارع الى السوق الى المسجد فترى التناغم بين الأمكنة والبشر معجونا بالفرحة التي ترسم على الوجوه فضلا عن الأمكنة يملؤ البهجة والدهشة وتتقاطر عليها البسمات وتتعالى معها أصوات التكبير وتوزع الشفاة التهاني التي تخرج صادقة من القلب لايهمها ماتلبسه أو تأكله ولكن يهمها ماتدخله من سرور في قلوب الآخرين..!! تبيت المساجد تعج بالقراء للقرآن وبحلقات الذكر والتهليل والتكبير كما تظل الشوارع والبيوت بعد أداء صلاة العيد تعج بالمتصافحين المهنئين بعضهم بعضا ومع عدم وجود كل بيئات الفرح التي نراها اليوم إلا إننا نجدهم يختلقون الفرح ويمزجونه بشكل فريد وعجيب من خلال ماهو موجود لديهم من موروثهم من رقص وألعاب شعبية تظل منذ يوم العيد وبقية أيامه ولياليه حتي إنقضاء أيام عيدهم فلايشعرون بملل ولا ضيق ولافراغ يفسد عليهم لذة الشعور بهذه الفرحة العيدية ولذتها ..!! إن مانعيشه اليوم هو حالة من حالات الإنتكاسة الرجعية البائسة نحو التعامل مع الفرح كمفردة في حياتنا والتي تتجلى في سماوات العيد التي تأتينا في السنة مرتين وهي بمثابة حالة نحياها بموات تام ربما يفضي بنا الى أننا نهرب منها الى الخلود للنوم لتبديد الشعور بالتأزم النفسي إتجاه مفضيات ومقتضيات التعامل مع هذه السنة الدينية الربانية بكل تجلياتها لا لشي إلا لأننا فقدنا السمو الروحي في النفوس وأبدلنا حياتها الى حالة من مجمل حالات المنغصات التي تزاحمنا عند مناكبنا على الأرض ..!! نحن اليوم وفي لحظة عدم الممارسة الحقيقة للفرح في عيد الفطر الروحي الجميل بحاجة الى مراجعة الى أوضاع حياتنا جميعها لنعيد ذواتنا الى تموضعها الحقيقي روحيا ونجعل من هذه المحطات لحظات تقييم حقيقي ربما من خلال نرسم ملامح مغاير لماهو واقح بنا في تغيير مفاهيم فهمنا لمعاني العيد فمن ياترى غيرنا يسوق لنا الفرح في هذه المناسبات ؟!.