حذرخطيب جامع أم الخير في حي النخيل بجدة الشيخ خالد المغربي في خطبة الجمعة يوم أمس -والتي استغرقت 30 دقيقة- من الظلم ودعوة المظلوم قائلًا دعوة المظلوم يفتح الله لها الغمام وتفتح لها أبواب السماء ويقول لها الرب وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين، وقال حينما أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل إلى اليمن كان آخر ما وصاه عليه الصلاة والسلام قوله واتقِ دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله عز وجل حجاب، ولما أهين الإمام أحمد إمام أهل السنة والجماعة كان ظلمه وجلده أحمد بن أبي داود أحد الوزراء المقربين من الخليفة المعتصم فرفع الإمام أحمد يديه إلى الحي القيوم وقال اللهم أنه ظلمني فاحبسه في جسمه وعذبه وشرده، فقال العلماء فو الله ما مات حتى إصابه الله عز وجل بالفالج في نصفه فنصفه مصاب بالفالج والنصف الآخر ليس بمصاب فالنصف المصاب قد يبس في جسمه والنص الآخر حي دخلوا عليه وهو يخوض كما يخوض الثور وقالوا مالك قال دعوة الإمام أحمد أصابتني فإما نصفي اليمين فو الله إذا وقع عليه ذباب فكأنما جبال الدنيا وقعت عليه وأما النصف الآخر فلو قرض بالمقاريض ما أحسست ألمه. « وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ «، فهذه سنة الله عز وجل في الأرض فالله دمر الديار وأهلك الأمم وأفنى الشعوب لما ظلموا، سنة محكمة وحكمة بالغة منه تبارك وتعالى. فالظلم ظلمات يوم الحساب فأوصي نفسي وأوصيكم بعدم الظلم في الأقوال والأفعال والأعمال، فالظلم يدخل في البيع والشراء يجمع الله عز وجل الغششة في يوم لا ريب فيه وينصف منهم الناس، والظلم يدخل في ظلم الولد لوالديه «العقوق» الذي حرمه الله عز وجل أشد تحريم، والظلم يدخل أيضًا على القضاة والمسؤولين. وختم المغربي خطبته بقصة العابد الإسرائيلي الذي عبد الله عز وجل أربعين سنة وعصى الله أربعين سنة وبعدها طلب التوبة من الله عز وجل، مناديًا بالعودة إلى الله تعالى والتوبة الصادقة لأن كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.