"الأردن شكل ومنذ ثلاثة أشهر بوابة لدخول بضع سيارات مفخخة بطريقة ذكية الى لبنانوسوريا". هذه المعلومة الاستخبارية وصلت قبل فترة إلى جهاز استخباراتي لبناني، مؤكدة أن سلسلة من التفجيرات النوعية على الطريقة العراقية تحضّر للبنانوسوريا خلال أسابيع. سوريا (تحليل) المعلومة لم تتسرب في حينها لوسائل الإعلام لعدم التسبب بذعر المواطنين. مضى شهران وانفجرت سيارة في بئر العبد وتبعتها جريمة تفجير السيارة في الرويس. ومع انطلاق مراحل التنفيذ الميداني لهذه الهجمات والإشارة إلى مخاطر تحول الضاحية الجنوبية في لبنان إلى عراق جديد يستهدف عبره الآمنون باستمرار، بات المشهد يكتمل في صورة تبدأ من تفجيرات العراق المفتوحة يوميا الى معارك سوريا وتفجيراتها ومستجدات مصر وخصوصا في جبهة سيناء بين الجيش والمتطرفين وهجوم الإسلاميين على الكنائس القبطية من ناحية ثانيا، الى أوضاع ليبيا والجزائر وتونس وخصوصا اشتباكات المناطق الحدودية. المشهد المستجد اكتملت فصوله مع ما أعلنته واشنطن عن وجود مخطط للقاعدة لتنفيذ أكبر سلسلة هجمات إرهابية منذ هجمات 11 أيلول سبتمبر، وتستهدف منطقة الشرق الأوسط وقامت واشنطن على إثرها بإغلاق نحو 15 سفارة وقنصلية لها في المنطقة. سوريا التي باتت تستقطب عشرات بل ربما مئات آلاف التكفيريين من حول العالم تحولت إلى نقطة انطلاق لهؤلاء المستعدين للانتحار في اي مكان. خطر المتطرف لن يضبط بعد اليوم الا بتكامل جهود أعداء التطرف بغض النظر عن الحسابات السياسية، لأن الواقع اثبت وجود فصل بين تيارين: احدهما يجمع بين الإسلاميين المتطرفين ومن ضمنهم الاخوان المسلمين كما تبين في سوريا ومصر وليبيا، والآخر يجمع الجيوش والمدنيين والمعتدلين والطامحين بحياة غير متطرفة بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والعقائدية. تؤكد الأحداث ان التيارين في الشرق اليوم يزدادان رسوخا، بدليل حماية المسلمين المصريين للكنائس في سوهاج المصرية وغيرها من محاولة الإخوان والمتطرفين الإسلاميين حرقها كما فعلوا في كنائس أخرى، لكن الرد كان معبرا جداً من الأقباط الذين شكروا المسلمين وقالوا لهم: خففوا عنكم أهلنا، "الحجارة بتتعوض اذا راحت اما أنتم ما حدا بعوضنا عنكم". يوما بعد يوم سيجد مناصرو التيارين المذكورين انفسهم اكثر التصاقا بأفكارهم. سيعترف كثيرون انهم أخطأوا بحق أوطانهم تحت تأثير خديعة الثورات العربية. وقائع سوريا تؤكد ذلك. امام هذا الواقع، يصعب على جنيف 2 وغيره ان يجد حلولا. يقول العالمون ان الحل يكمن باتحاد الشعوب للثورة ضد المتطرفين، في شرق يعج بالأزمات من البشر الى الثروات الطبيعية الى التقسيمات الجغرافية والقوميات والأطماع الغربية. محطات تذكرنا بالقول ان الله انزل 124 الف نبي ورسول الى هذا الشرق، لكن تبين انه في العام 2013 ميلادي يشدّ المتطرفون الى زمن الجاهلية، فمن يستطيع ان يهدي هؤلاء بعد عجز الرسالات والأديان عن إقناعهم بإنسانية البشر؟ المحلل السياسي السوري أكرم علي الأحمد أكد بتصريح خاص لوكالة أنباء فارس أن الواقع المستجد واشتعال المنطقة أتى بعد استلام السعودية دفة قيادة المحور المعادي للمقاومة بدلا من قطر لتسير الأمور وفق الاجندة الاميركية السعودية خصوصا ان ضغط رئيس استخبارات السعودية بندر بن سلطان ووعوده بتحقيق التوازن الميداني على الساحة السورية والسياسي على مستوى لبنان نجح في تعطيل القمة الاميركية الروسية ولو الى حين. ولكن الأحمد أكد أن بندر بن سلطان لم يحسب وزن الاوراق التي لم يلعبها بعد المحور المقابل بعد، انطلاقا من أنّ روسيا ستضاعف دعمها العسكري لدمشق انطلاقا من عودتها لتحريك ملف صواريخ ال S 300 وليس انتهاء بها. فيما عاد ملف التظاهرات في البحرين إلى الظهور في رسالة شديدة اللهجة باعتبار ان البحرين تشكل واحدة من اقرب دول التعاون الخليجي للسعودية، وأخيرا سارع حزب الله في لبنان الى اعادة تثبيت موقفه من حكومة الامر الواقع عبر توجيه رسالة الى النائب وليد جنبلاط تحذر من مغبة الحسابات الخاطئة خصوصا ان المعركة في حال اتساعها لن توفر احدا مهما كان موقفه المعلن او المستور، فالمعركة مصيرية ومفتوحة على الاحتمالات كافة. /2926/