الذى يقدم للقارئ عدة مواويل تعبر عن ثورة الشعب المصرى فى 25 يناير عام 2011 ؛ ومن هنا فان الديوان يتناول حقبة هامة نمر بها . عنوان الديوان : عنوان الديوان هو المدخل الرسمى أمام القارئ للدخول فى رحاب قصائده ؛ ولكننا هنا أمام المواويل ؛ و " مواويل الثورة " تجعلنا أمام شاعر ينفعل بما حدث فى ثورة 25 يناير ؛ فيكتب ملحمة تاريخية من خلال المواويل معبرا عن فترة حرجة عصيبة تأثر بها الشاعر ؛ فكتب مواويل أو " أراءه " فى الثورة . وقبل أن نتناول مواويل الديوان يجدر بنا أولا أن نعرف معنى الموال . ما معنى الموال ؟ يقول الشاعر السكندرى الراحل أحمد على السمرة فى كتاب " الطريق الى الشعر " : ( الموال كلمة متطورة عن " مواليا " من فنون الشعر المكرسة للغناء ؛ والجارية على ألسن العامة . نشأ الموال على القول الراجح عند مؤرخى الأدب فى حدود القرن السادس أو السابع الهجرى فى غصر تحلل فيه الناظمون من بعض حركات الاعراب ) والشاعر عبد الهادى الشعراوى فى ديوان " مواويل الثورة " يكتب نوعا من الموال يسمى " الموال الأعرج " ؛ وهو ما كانت قبل نهايته شطرة مخالفة للروى ؛ و " الروى " هو الحرف الأخير فى نهاية كل شطر ؛ والمعروف أن " الموال الأعرج " هو النوع الذى استخدمه الشاعر المعروف صلاح جاهين فى رباعياته الشهيرة . يقول الشاعر : (ياعاشقين الأدب الشعر له الوان فوق الورق كلمته موزونه بالأوزان وعشان نشق جدار الأمن والأحلام لازم نعيش كلنا نعلى فى البنيان ) ينادى الشاعر كل من يعشق وطنه من أصحاب العقول الراجحة ؛ فاختار الأدباء وخاصة الشعراء لأن الكلمة هى سلاحهم فهو يزنون كلامهم من خلال علم عروض الشعر فوحدهم يعرفون قيمة كل كلمة . ويتغنى (ياعاشقين الأدب الشعر له الوان فوق الورق كلمته موزونه بالأوزان ) ويتغنى الشاعر بالشعراء ويفخر بهم وبكل عشاق الأدب لأنهم ملوك الكلام ؛ ويضعون كل كلمة فى مكانها الصحيح ثم ينتقل الشاعر الى قضية أساسية : ( وعشان نشق جدار الأمن والأحلام لازم نعيش كلنا نعلى فى البنيان ) وهنا يعلن الشاعر اننا اذا رغبنا فى نهضة وحضارة ؛ فيجب أن نلجأ الى البناء وليس الى العنف والهدم والحرق ؛ وقد أجاد الشاعر فى استخدام كلمتى " الأمن والأحلام " ليعبر من خلالهما عن المجتمع التقدمى الذى يعيش فيه الفرد فى رفاهية كأنه فى مدينة الأحلام وما أعجبنى فى مفتتح ديوان " مواويل الثورة " للشاعر عبدالهادى الشعراوى أن المواويل لم تبدأ بتأريخ الثورة التى يتحدث العنوان باسمها ؛ لكن استهل الشاعر المواويل متحدثا عن الأدب والشعر والاتجاه للبناء ؛ فنحن كقراء لا نرغب فى قراءة أشعار تؤرخ للثورة فى شكل يوميات ؛ فهذا ما نقرأه فى كتب التاريخ والسيرة و المقالات الصحفية ؛ أما الشاعر فهو فنان يجب أن يقدم رؤية فنية للأحداث التى عشناها وتأثرنا بها مستخدما الصورة الفنية التى تؤكد ما ينادى به بعيد عن اسلوب التقارير والانشاء . يقول الشاعر : (من صغر سنى وأنا مهموم بموالى أكتب وأرسم وألون كل إللى يجرالى وبعد تلاتين سنة فكرت وبتدابير يرحل ظلام ينتهى وموالى يحلالى ) يحدثنا الشاعر بأنه قد عشق فن الموال . وأصبح مهموما به ؛ وهنا يصير الموال رمزا للوطن الذى يعشقه الشاعر ؛ والموال هنا ليس المقصود منه فقط فن الموال الذى قد تعود ان يسجل الشاعر من خلاله الأحداث التى يمر بها وطنه فيتفنن الشاعر فى وسائل التعبير عن مشاعره مستخدما فن الموال مع اللوحات الفنية التى يرسمها الشاعر وكأن هذا السلوك لتفريغ انفعال الشاعر من الهموم التى يشعر بها من الأحداث التى مر بها الوطن . يقول الشاعر : ( وبعد تلاتين سنة فكرت وبتدابير يرحل ظلام ينتهى وموالى يحلالى ) يشير الشاعرالى سنوات حكم الرئيس مبارك التى وصفها بالظلام ؛ وهو ينتظر سنوات من الرخاء فى المستقبل القريب ؛ وذلك من خلال تعبير الشاعر " وموالى يحلالى " . وفى نهاية رباعيات " مواويل الثورة " يقول الشاعر : (فى النهاية التحية للشهدا والحيين من قلب ياما اتوجع وتاه مع التايهين واليوم عاد للفرح وذكرى التحرير الله عليكى يامصر الله يامصريين ) يوجه الشاعر فى ختام مواويله تحية للشهداء والى الشعب المصرى الذى ذاق الألم والوجع ؛ ويتمنى الشاعر أن يعود لنا الفرح بدلا من الأحزان التى ارتبطت بنا وذقنا مرارتها !!!! ان ديوان ( مواويل الثورة ) للشاعر عبد الهادى الشعراوى يقدم لنا شاعرا متميزا يمتلك أدواته الفنية ؛ وأعتقد انه جدير بأن يهتم به النقاد المتخصصون . الناقد / عاطف عز الدين عبد الفتاح