صعدة برس - عباس غالب تتجدد المخاوف إزاء استحقاق الحوار الوطني الشامل خاصة بعد بروز موقف متشدد يرى في أن إعادة بناء الدولة اليمنية الحديثة ينبغي أن يقوم بالضرورة على أساس الحكم واسع الصلاحيات، فيما يرد على الطرف الآخر بتعليق جلسات الحوار والذهاب في رفع سقف المطالب حد التنصل عن القواسم المشتركة بإعلان المفاوضات بين شطرين خارج الوطن. ومع الأسف الشديد، فإن هذا التحدي الجديد جاء بعد شيوع مناخ من التفاؤل بإمكانية استئناف الحوار الوطني بين الفرق التسع وبوتيرة عالية تضع حلولاً لتلك القضايا العالقة كقضيتي الجنوب وصعدة مروراً بمخرجات فريق إعادة بناء الدولة خاصة بعد إشارات التفاؤل باستئناف الحوار مؤخراً على أساس اتفاق بناء دولة اتحادية من إقليمين أو أكثر، إذ تبلورت مواقف متشددة تجاه هذه المعطيات وبحيث ذهبت أطراف تنادي بإعادة إنتاج نظام الحكم واسع الصلاحيات بينما يطالب الطرف الآخر بإعلان فك الارتباط!! هذا -ولاشك– تطور يؤثر بصورة كلية على سلامة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي يتطلع إليها أبناء الشعب اليمني في الداخل والخارج وهو أمر ينعكس على مخرجات باقي فرق العمل الأخرى بل إنها تنعكس سلبياً كذلك على صورة اليمن الذي اختار الحوار ضماناً لتحقيق التسوية السلمية وبمعزل عن تلك الرهانات التي كانت تؤكد على سقوطه في بحر الاحتراب الأهلي. إن الأمر الحيوي الذي تتطلبه هذه المرحلة الدقيقة والحاسمة من فترات الحوار الوطني بل وما يتطلب من القوى الوطنية أيضاً وتحديداً المكونات السياسية داخل مؤتمر الحوار أن تتنازل لبعضها بعضاً مقابل مصلحة استقرار الوطن واستكمال انجاز مشروعه الحضاري.. وبأن تعمل الدولة جاهدة ومعها الحكومات الشقيقة والصديقة الراعية لمسار التسوية السياسية القائمة على المبادرة الخليجية وآلياتها المزمنة العمل على توفير كافة ضمانات التعويضات سواءً عن الحقوق المنهوبة أو تلك التعويضات المتعلقة بالحقوق المادية لموظفي القطاعين العسكري والمدني من أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية عقب حرب صيف 1994م. ولا شك بأن أهمية اتخاذ هذه الخطوات السريعة لمعالجة شرخ الأزمة والحرب تلك سوف يؤدي إلى تقارب كبير في وجهات النظر بين شركاء الحوار ومختلف القوى السياسية على الساحة الوطنية وبما يساعد على جبر الضرر وخلق المعالجات الحقيقية لتلك الأزمات، بل إن الأمر الأكثر حيوية في هذا الإطار هو أن تدخل الرئيس التوافقي عبدربه منصور هادي -الذي يحظى بالقبول لدى جميع الأطراف- سيكون له أثر إيجابي على مسار إعادة بناء الوطن اليمني الجديد القائم على أسس التحلي بروح القبول بالآخر وتناسي رواسب الماضي اعتماداً على الجدية في استئناف عملية بناء الوطن بالشراكة الحقيقية التي لا تقيم وزناً البتة لأوهام الإلغاء والتهميش والإقصاء.. وعلى ذلك فالأمل كبير في حنكة وحكمة الرئيس هادي على تجاوز هذه الأعاصير التي قد تهب أحياناً من هنا وأخرى من هناك!! *"الجمهورية"