شبام نيوز . دبي - سمر الماشطة- العربية على غرار البوابة الإلكترونية، والسحابة الإلكترونية، والحكومة الإلكترونية والحياة الإلكترونية.. كان لابد من ظهور السجائر الإلكترونية، لتفتح المجال للمدخنين الذين ضيقت عليهم منظمات الصحة والإجراءات الحكومية الخناق، حفاظاً على الصحة العامة، حيث يقتل التبغ 6 ملايين شخص سنوياً. وقد مضت عقود من الزمن منذ أن كانت لفائف التبغ دلالة على الأناقة والجاذبية، كانت علبة السجائر من أفضل الهدايا الممكن تقديمها، حتى استطاعت منظمات الصحة التدخل إلى حد ما في هذه الصناعة وتزيين علبها بتحذيرات وصور مخيفة للأمراض التي قد تتسبب بها هذا، إضافة الى رفع الأسعار والضرائب على منتجات التبغ، ما زاد الوعي بأضرار هذه الصناعة وساهم في خفض استهلاك السجائر بنسبة 3% سنوياً. ومع منع التدخين في الأماكن العامة، وكما يقال الحاجة أم الاختراع.. ظهرت السجائر الإلكترونية e- cigarette لأول مرة في الصين التي يسكنها 350 مليون مدخن، وهي عبارة عن أسطوانة في شكل سيجارة مصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ، بها خزان لاحتواء مادة النيكوتين السائل تحتوي على بطارية قابلة للشحن ولا يصدر عنها دخان تعمل على تسخين سائل النيكوتين الممزوج ببعض العطور ما يسمح بانبعاث بخار يتم استنشاقه ليخزن في الرئتين. وأكدت الدكتورة وداد الميدور، رئيسة فريق مكافحة التبغ بوزارة الصحة في دبي، أن السيجارة الإلكترونية مازال لها آثار مسرطنة لاحتوائها على مواد كيميائية أخرى، ولم يتم إثبات فاعليتها بعد في الإقلاع عن التدخين. كما أكدت أن هناك إجماعاً في دول الخليج على ضرورة حظر استخدامها. ومن المتوقع أن تزداد مبيعات هذه السيجارة بالضعف هذا العام لتصل الى مليار دولار، وهذا الرقم يشكل 1% فقط من الحصة السوقية لصناعة التبغ, ففي بريطانيا فقط يقوم أكثر من مليون وثلاثمئة مدخن باستخدامها اليوم. وأكثر من عشرة ملايين مدخن في أميركا. ويرى المحللون أن السيجارة الإلكترونية ستحل محل لفافة التبغ العادية في أميركا خلال عشر سنوات لا أكثر، وبدأت هذه الارقام بلفت أنظار مستثمري التكنولوجيا كشون باركر المدير السابق في Facebook والذي استثمر 10 ملايين دولار في شركة NJoy المصنع الأكبر للسجائر الإلكترونية والتي استطاعت مؤخراً جمع 75 مليون دولار كاستثمارات في الشركة. وبناءً عليه قامت شركة لوريلارد الأميركية، ثالث أكبر مصنع للتبغ في أمريكا والمصنعة لعلامة KENT بشراء Blue E Cigs مقابل 135 مليون دولار العام الماضي, كما قامت شركة RJ Reynolds بتطوير سيجارة إلكترونية خاصة بها وأما العملاقة Marlboro مازالت تراقب السوق بكثب ويتوقع المحللون أن تطلق السيجارة الالكترونية الخاصة بها قريباً. وتتباين الآراء حول مضار هذه التقليعة، حيث يرى بعض المدخنين أن نسبة استهلاكهم من النيكوتين قد ارتفعت بسبب إمكانية استخدام السيجارة الإلكترونية في الأماكن العامة، فيما يرى البعض أنها أقل ضرراً بالصحة لأنها لا تحتوي على باقي المواد السامة الموجودة في السيجارة العادية، إضافة الى أنها لا تصدر دخاناً يضر بما يسمى المدخن غير المباشر. وتجد سلطات الرعاية الصحية حول العالم صعوبة في كيفية التعامل مع السجائر الإلكترونية التي يزداد انتشارها كبديل أقل ضرراً عن السجائر العادية، حيث لم يعرف بعد آثارها على المدى الطويل. وتطالب الحكومات بتقنين وتنظيم استخدامها كما التبغ التقليدي. وتزداد المخاوف في أنها قد تجذب غير المدخنين لتصبح تقليعة جديدة كسابقتها لفيفة التبغ العادية.