في المدينة آخرون عندي احتياجاتي لأعتزلَ المدينةَ غير مأسوفٍ عليها بعدما جرتِ الدماءُ على شفاهِ الزهرِ و اكتستِ البيارقُ بالسوادِ و عُلِّقتْ لرقابِ مَنْ ضحُّوا المشانقُ و اختفى من بيننا كلُّ الذين نحبهمْ و غدَتْ نوافذُنا عيوناً للتجسّسِ لا مكانَ تمرُّ منه و أنتَ تأمَنُ أنْ تمرَّ بدونِ ظلٍّ غير ظلِّكَ سائراً أنَّى ذهبْتَ و في الشوارع آخرون يزاحمونَكَ ما تبقَّى منكَ أنتَ و صرتَ تخشى ما تُحِبُّ فقدتَ قدْرَتَكَ التي كانتْ تقاسمُ كلَّ هذا البحرِ شاطئَهُ و تغرسُ في منافي الغيمِ أولَ قطْرةٍ تأتي بأسرابِ النوارسِ من بعيدٍ هؤلاء يلاحقونَكَ بين نفسكَ و الهواءِ و بينَ هذا الورد و النارِ التي أكلتْ أماكننا التي عشنا عليها قبلَهم مِنْ أينَ جاؤوا كي نصيرَ بلا مكانٍ هكذا؟ الجمعة 23/8/2013