مُتفائلٌ على غير العادة تفتقدُ المدينةُ وجهَها و القاطنونَ على الحدودِ يفضلونَ النومَ بَعْدَ عَشائهمْ و أرى بعيداً صورةَ القمرِ الوحيدِ على سقوفِ منازلٍ متروكةٍ لِلَّيلِ يأكلُ مٍنْ نوافِذِها بقايا الضَّوْءِ أمٌَا ما أراهُ على جدارِ البيتِ يكشفُ لي مكاناً تختبِي فيه القراقزُ و هي تفتتحُ الخريفَ و حينَ تظهرُ في السماءِ تكونُ قد نضجتْ ثمارُ الزَّيتِ و الغيمُ القريبُ سيحملُ المطرَ الغزيرَ و في عشوشِ الطيرِ أسرارُ الحياةِ و ما سيأتي أيُّها الدُّوريُّ أنتَ هنا معي دوماً و تعرفُ إسْمَ مَنْ كَتَبَتْ رسائلها و تَرَكَتْ لي على كلماتِها قَلَقَ المسافاتِ التي انتهتِ المحطَّةُ عندها و أنا بسيطٌ أيُّها الدُّوريُّ أَفْرَحُ حينَ أسمعُ أغنياتِكَ في صباحٍ لمْ يُغَيِّرْ طعمَ قهْوَتِنا و أحملُ للحياةِ متى كَتَبْتُ توقعاتٍ غير سيِّئةٍ و لستُ بِمُنْكِرٍ أنَّ الذي بالأمسِ كانَ نبوءَةً و غداً سيُزْهِرُ وردُ عُمْريَ تارةً أخرى و أصبحُ حينَ أصحو طَيِّباً و مُهَيَّئاً لأكونَ أجمَلَ في عيونِ حبيبتي و قدِ اقتَسَمْنا ما نُحِبُّ و ما نخافْ. السبت 26/10/2013