فرساً تسيِّر فارساً، هذا الطريق يسير بي لا يستطيع مسافر مثلي التلفت للوراء. مشيت ما يكفي لأعرف أين يبتدئ الخريف هناك، خلف النهر ينضج آخر الرُّمّان في صيف إضافي وتنبت شامة في حبة التفاح.. سوف ننام خلف النهر تحت ظلالنا، أنا والطريق كأننا زوجان، ثم نقوم عند الفجر. يحملني وأحمله.. وأسأله لماذا السرعة القصوى؟ تمهّل أيها الفرس المحمّل بالفصول.. سنقطع الوديان والصحراء، مهما قلّت الأحلام، كي نصل النهاية في البداية. البداية خلفنا، وأمامنا سحبٌ تبشّر بالشتاء. مشيتُ ما يكفي لأعرف أين يبتدئ الشتاء: هناك فوق التل، تبحث ظبية عن شادن تحت السحاب، هناك صيّاد يُصوِّب بندقيته، سأعوي مثل ذئب كي تفرّ الظبية البيضاء من خط الرصاص ويجفل الصيّاد. سوف ننام قرب مغارة، أنا والطريق، هناك فوق التل. ثم نقوم عند الفجر، يحملني وأحمله، ويسألني وأسأله: ماذا بعد؟ أين تسير بي، فأرى الضباب، ولا أراه ولا يراني في الضباب، فهل وصلت، أم انفصلت عن الطريق، سألت نفسي ثم قلت: الآن من هذي المسافة، يستطيع مسافر مثلي التلفت للوراء!