في تراجع لافت عن مواقف واشنطن.. وزير الخارجية الاميركي يتصل بنظيره السوري هاتفيا قالت وزارة الخارجية الامريكية ان وزير الخارجية جون كيري اتصل بنظيره السوري وليد المعلم هاتفيا، وذلك لأول مرة بعد ان سحبت واشنطن سفيرها في دمشق عام 2011 ووصفت الادارة الاميركية مرارا بان الحكومة السورية فقدت شرعيتها، على حد تعبيرها. واشنطن (فارس) وقالت وزارة الخارجية الامريكية أمس السبت ان جون كيري تحدث مع نظيره السوري وليد المعلم يوم الخميس واخبره ان الحكومة السورية عليها ان تسمح بوصول مفتشي الاممالمتحدة الى موقع الهجوم الغازي المزعوم (في ريف دمشق)، حسب وكالة رويترز للأنباء. ويأتي الاتصال الهاتفي من قبل الوزير الاميركي بعد شهرين من آخر مرة اعتبر فيها الرئيس الامريكي باراك اوباما ان الحكومة السورية وعلى رأسها بشار الاسد فقدت الشرعية ولا يمكنها استعادتها، حسب قوله، وبعد ان اغلقت واشنطن سفارتها في دمشق واستدعت سفيرها من غير رجعة، في اوكتوبر 2011، وهذا تراجع لافت في رأِي المراقبين السياسيين عن هذه المواقف. وكان الرئيس الاميركي قد زعم غداة قمة الثماني الاخيرة في شهر يونيو/ حزيران ان الرئيس السوري فقد شرعيته ولا يمكن له استعادته، على حد قوله. وقال مسؤول بوزارة الخارجية الامريكية ان كيري طالب "النظام السوري بان يسمح فورا ودون عوائق (للمفتشين الدوليين المتواجدين حاليا في دمشق) للوصول الى الموقع بدلا من مواصلة الهجوم على المنطقة المتضررة". وتؤكد دمشق ان المجموعات المسلحة هي التي استخدمت المواد الكيماوية في ريف دمشق، حيث قال الوزير وليد المعلم خلال الاتصال الذي اجراه مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف، السبت، حول الموضوع، ان الجماعات التكفيرية والارهابية هي التي ارتكبت هذه الجريمة، ووصف مزاعم استخدام دمشق للاسلحة الكيمياوية بمثابة مؤامرة جديدة يخطط لها اعداء سوريا. الى ذلك، تابع المسؤول الاميركي انه "من ناحية اخرى شدد الوزير جون كيري... على انه تلقى تأكيدات كاملة من قادة "الجيش الحر" بأنهم سيضمنون سلامة محققي الامم المحدة في المناطقة المستهدفة". وقال المسؤول ان كيري الذي يشارك عن بعد في اجتماع للبيت الابيض بشأن الرد الامريكي المحتمل للاستخدام المزعوم للاسلحة الكيماوية في سوريا اجرى جولة من الاتصالات الدبلوماسية يوم السبت بنظرائه السعودي والاردني والتركي. واضاف المسؤول ان الوزير اكد في جميع هذه الاتصالات "اهمية التحديد السريع للحقائق وشدد على جدية وخطورة اي استخدام للاسلحة الكيماوية". وجاء الاتصال الهاتفي من جون كيري في وقت تؤكد روسيا ان المجموعات المسلحة في ريف العاصمة السورية دمشق، هي التي استخدمت صاروخين يحملان المواد الكيماوية، ضد الجيش السوري، في ريف دمشق. وقدّم الوفد الروسي خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي الاربعاء 21 اب /اغسطس، وثائق عن قيام المجموعات المسلحة باطلاق الصاروخين. وخلال الاجتماع لم يتقدم الاميركيون بأي وثائق تناقض الوثائق الروسية باعتبار ان الاقمار الاصطناعية الاميركية قد توصلت الى نتائج مشابهة، ولأن طرفاً في المعارضة أطلق الصاروخين. وبحسب مصادر مطلعة تحدثت لصحيفة السفير (الجمعة 23 اب /اغسطس)، فإن تروّي الغربيين في توجيه اتهامات مباشرة للنظام السوري، والاكتفاء بالمطالبة بتوسيع التحقيق، يعود إلى صور سلّمها الروس لصاروخين انطلقا من منطقة دوما عند الواحدة والدقيقة الخامسة والثلاثين من ليل الثلاثاء 20 اب /اغسطس. /2336/ 2868/