وسط إثارة الاجواء في الاعلام من قبل قادة الدول الغربية ضد سوريا؛ الخبراء الدوليون يزورون اليوم موقع الهجوم الكيماوي في ريف دمشق يزور اليوم الاثنين خبراء أسلحة من الأممالمتحدة موقعا استهدفته المجموعات المسلحة المدعومة غربيا وعربيا، في ريف دمشق، بعد ان وافقت دمشق على تفقد الخبراء للموقع ردا على مزاعم حول ان سوريا لديها شيء تخفيه. بيروت (فارس) وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري قد ابلغ نظيره السوري وليد المعلم في اتصال هاتفي امس الاول، بانه "لو لم يكن لدى النظام السوري شيء يخفيه لكان عليه ان يسمح بوصول فوري وبلا عراقيل الى موقع" الهجوم الكيميائي المفترض لمحققي الاممالمتحدة. ووافقت سوريا يوم الاحد على السماح للمفتشين بزيارة الموقع. وتؤكد روسيا ان المجموعات المسلحة في ريف دمشق، هي التي استخدمت صاروخين يحملان المواد الكيماوية، ضد الجيش السوري، في ريف دمشق. وقدّم الوفد الروسي خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي الاربعاء 21 اب /اغسطس، وثائق عن قيام المجموعات المسلحة باطلاق الصاروخين. وخلال الاجتماع لم يتقدم الاميركيون بأي وثائق تناقض الوثائق الروسية باعتبار ان الاقمار الاصطناعية الاميركية قد توصلت الى نتائج مشابهة، ولأن طرفاً في المعارضة أطلق الصاروخين. الى ذلك، وواجهت واشنطن دعوات من قبل حلفاءها التقليديين كبريطانيا، للقيام بعمل ردا على الهجوم الكيماوي الذي وقع يوم الاربعاء ويتهم الغربيون النظام السوري دون تقديم ادلة على ذلك. وقال وزير الخارجية الامريكي جون كيري في جولة من الاتصالات الهاتفية بعدد من وزراء الخارجية انه "لا يوجد شك يذكر" في ان الحكومة السورية استخدمت الغاز ضد مواطنيها، الا انه لم يقدم اي دليل على ذلك. ويرى العديد من الخبراء والمراقبين السياسيين ان الاتهامات الغربية ضد سوريا حول الاسلحة الكيماوية والتي استخدمتها المجموعات المسلحة في ريف دمشق، تعيد اتهامات الادارة الامريكية ضد العراق مطلع عام 2003، الى الاذهان والتي تبين لاحقا انها كانت كاذبة تماما وخدعت واشنطن وحلفاءها الرأي العام العالمي. من جانب آخر، تشير روسيا الى ان المسلحين وراء الهجوم الكيماوي وتؤكد أن التسرع في إلقاء اللوم في الهجوم سيكون "خطأ مأساويا". في هذه الاثناء، يحاول القادة الغربيون إثارة الاجواء ضد سوريا عبر القاء تصريحات مماثلة في الاعلام العالمي ليوحوا ان الجيش السوري هو الذي استخدم السلاح الكيماوي ويجب معاقبته وهذا في وقت حقق الجيش السوري تقدما ملحوظا ضد المسلحين في ريف العاصمة ولا يحتاج الى استخدام اي سلاح كيماوي، حسب رأي الخبراء بينهم المحلل السوري علاء الحسين الذي يؤكد انه من غير المنطقي أن يستخدم الجيش السوري الكيماوي ضد مناطق في ريف دمشق حتى لو تم انتقاد نظرية تواجد قواته بالقرب منها، حيث إن مناطق عربين وزملكا وجوبر كلها مناطق محاذية لأكثر مناطق العاصمة دمشق حيوية وتأييدا للجيش ك"باب توما" و"العباسيين" و"جرمانا"، فلا يعقل أن يستهدف الجيش مناطق المسلحين بالكيماوي الذي يبلغ مدى تأثيره 10 كم فيما لا تبعد باب توما مثلا سوى 7 كم عن منطقة المليحة. وقال البيت الأبيض إن أوباما بحث مع نظيره الفرنسي فرانسوا أولوند إمكانية القيام برد دولي منسق ضد سوريا. وقال مكتب أولاند "فرنسا مصممة على ألا تمر هذه الفعلة دون عقاب." كما قال مكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان كاميرون والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل اتفقا على انه لا يوجد شك يذكر في ان الحكومة السورية هي التي نفذت الهجوم وان "مثل هذا الهجوم يتطلب ردا حازما من المجتمع الدولي" على حد تعبيره. وقالت الاممالمتحدة ان دمشق وافقت على وقف اطلاق النار أثناء وجود فريق خبراء الاممالمتحدة في الموقع لاجراء عمليات التفتيش التي تبدأ يوم الاثنين. وأكدت سوريا موافقتها على التفتيش. ووصل فريق من مفتشي الأسلحة الكيماوية التابعين للامم المتحدة -يضم 20 عضوا- إلى سوريا قبل ثلاثة ايام من حادث الاربعاء (18 اغسطس) للتحقيق في تقارير سابقة عن استخدام اسلحة كيماوية في الحرب الدائرة ضد سوريا. وقال وزير الاعلام السوري عمران الزعبي إن أي تدخل عسكري أمريكي "سيترك تداعيات خطيرة جدا في مقدمتها فوضى وكتلة من النار واللهب ستحرق الشرق الاوسط برمته". وأضاف ان دمشق لديها أدلة على ان المتمردين هم الذين استخدموا الأسلحة الكيماوية وليس الحكومة السورية. من جانب آخر، تؤكد إيران ان على واشنطن الا تعبر "الخط الاحمر" حول سوريا. /2336/