مفاجأة ! ... هربت خادمة صديقٍ عزيز ! نعم ، ومع مطلع رمضان ! لك أن تتخيل سواد الصورة في عيني صديقي ، ليس لسبب مباشر بشخصه الكريم.. بل لتوابع الزلزال الذي أحدثته زوجته المصون جراء غياب الخادمة. لكن هذه التجربة كانت أفضل شيء حدث لهم.. قامت هذه الأسرة بإعادة ترتيب حياتها، ولجأت لمساعدة خادمة تأتيهم بنظام الزيارة الأسبوعية ولساعات معينة ، ولأعمال معينة ، أما الباقي في غيابها .. فيترك لهم ، فإكتشفت الأسرة أنها لاتعتمد على نفسها بتاتاً ، فالخادمة هي محور المنزل .. ليس في مهام المنزل الأساسية وحسب بل وفي الأمور الجانبية الصغيرة وفي نفس الوقت الكثيرة .. كأس ماء.. ملابس ملقاة على الأرض، وهلم جرا. أصبحت الأسرة تلتقي في المطبخ لإعداد وجبة مع مزيج من الألفة والجو الأسري الحميم المفقود هذه الأيام في ظل هادم اللذات ومفرق الجماعات 'وسائل التواصل الإجتماعي' ! وتسنى للأب والأم معرفة تفاصيل في منزلهم كانت غائبة تماماً عنهم. وعلى صعيد الصحة زادت الحركة لإذابة الشحوم المكتنزة في الأبدان كما يعلق صديقي، وعلى صعيد التربية .. زاد إعتماد الأبناء على أنفسهم وإحساسهم بالمسؤولية . ومع كامل إحترامي لظروفنا المعيشية و'خصوصيتنا' .. أتساءل .. هل نحتاج فعلاً لهذا الكم الهائل من الخادمات ؟ ماهي مؤهلات من يدخلون بيوتنا وماذا نعلم عنهم ؟ لقد صُعقت من منظر فوج من الخادمات القادمات من بلدٍ أفريقي ، تكدسوا في مدخل مطار العاصمة منذ فترة ، ولا يسعني إلا أن أقول أنهم من أدغال تلك البلد مع كامل إحترامي لآدميتهم وحقوقهم.. وبدلاً من ان تتعامل معهم الأسر بمنتهى الحذر وتسند إليهم مهام محددة، إذا بنا نسند إليهم مهام جِدُ خطيرة كتربية الأطفال ؟!! ومع زحف الحياة السريعة على مجتمعنا وظهور جرائم كثيرة معلومة ومجهولة ، أتساءل مرة أخرى هل يمكننا إعادة التفكير في حياتنا الأسرية ونظامنا اليومي ؟ تخيلوا معي أن في كل حي 'رياض أطفال' على مستوىً عالٍ ، وتخيلوا لو كان لدينا بدلاً من ملايين الخادمات غير المدربات .. عشرة آلاف مربية «إنجليزية» لتلكم الرياض ؟ (مسلمات الديانة ياعزيزي) مجرد تساؤل.