فرض الأردن سرية مطلقة على أوسع اجتماع عسكري عالمي، عقد في عمان حضره رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي ورؤساء أركان جيوش منها بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا والأردنوتركيا، لبحث تداعيات الأزمة السورية بعد استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين في الغوطة السورية. وتكتم المضيف الأردني على تفاصيل ما بحثه وقرره هذا الاجتماع، واكتفى وزير الخارجية الأردني ناصر جودة بتأكيد بحث الملف السوري. فيما قالت قيادة أركان الجيش الأردني في بيان رسمي «إنه وبدعوة من رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن وقائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال لويد أوستن، سيعقد اجتماع في الأردن يحضره رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي، ورؤساء هيئات الأركان في كل من تركياوبريطانيا وفرنسا وألمانيا وايطاليا وكندا». وقال البيان العسكري الأردني «الاجتماع سيشكل فرصة للدول المشاركة الشقيقة والصديقة لبحث الأمور المتعلقة بأمن المنطقة، وتداعيات الأحداث الجارية خاصة الأزمة السورية وتأثيراتها، بالإضافة لبحث أوجه التعاون العسكري بين هذه الدول وعمان بما يحقق ويحفظ أمن الأردن وسلامة مواطنيه». وتزامن الاجتماع العسكري الدولي في عمان مع تردد أنباء بشأن قرب توجيه ضربة عسكرية غربية لسوريا، عززتها أجواء تسخين عسكري غير مسبوقة في المنطقة في أعقاب استخدام للأسلحة الكيماوية في سوريا قبل أيام. وقال مصدر عسكري أردني إن «الاجتماع لن يبحث ما توقعه البعض من توجيه ضربات عسكرية لسوريا، ردا على استخدام السلاح الكيماوي، وهوالهجوم الذي يتهم النظام السوري بالوقوف وراءه». فيما اعتبر السفير السوري لدى الأردن بهجت سليمان أن هذا الاجتماع يهدف ل» ابتزاز سورية، ودفعها للتسليم بما لم ولا تقبل التسليم به». غير أن إسرائيل بعد اتصالات هاتفية بين رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ونظيره الأمريكي، فإنها توقعت رسميًَا أن توجه الولاياتالمتحدة ضربة عسكرية لسوريا، دون أخذ الإذن من مجلس الأمن الدولي، عبر هجوم صاروخي من الجووالبحر، لكن هذا الهجوم «لن يهدف لإسقاط بشار الأسد». ويرسم خبير عسكري عدة سيناريوهات لتطورات المشهد السوري، خاصة في أعقاب الهجمات بالأسلحة الكيمياوية، التي وقعت في مدن غوطة دمشق وريفها فجر الأربعاء الماضي، وذهب ضحيتها المئات، دون أن يتم حتى الآن تثبيت المتسبب بهذا الهجوم، مرجحًا حدوث تدخل عسكري دولي، يأخذ شكل ضربات صاروخية على مراكز للقيادة السورية، ومقار دفاعية للجيش العربي السوري، «تضم أسلحة كيماوية وشبكات للاتصالات» حسب التقديرات. وكتب مدير الدراسات الاستراتيجية في أكاديمية الملك عبدالله الثاني الأردنية للدراسات الدفاعية محمود أرديسات عن المشهد السوري، واصفًا إياه في المرحلة الحالية ب»المعقد والحساس»، مبينًا أن ما يجري حاليًا هووضع سيناريوهات متعددة للتدخل في سورية. وقال اللواء المتقاعد أرديسات إن «سيناريوالتخلص من أسلحة النظام السوري الكيماوية، والسيطرة عليها، هو»الأبرز حاليًا»، خاصة بعد مجزرة الغوطة الكيماوية». مبينًا ان الوضع هناك «أمسى بحاجة لحل هذه الأزمة، من خلال تأمين منطقة حظر جوي في البداية، وهوأمر بحاجة لقرار دولي، وقبله أمريكي». وقال أرديسات إن «سيناريوضربة جوية، بصواريخ «كروز» وطائرات بدون طيار لمناطق تواجد الأسلحة الكيماوية والدفاعات الجوية «وارد أيضًا»، تمهيدًا لإقامة منطقة حظر جوي، لتأمين مناطق آمنة على الأرض، بعد تحييد سلاح الجوالسوري ودفاعاته الجوية. ورأى أرديسات أن «تأمين المناطق الآمنة على الأرض يتم من خلال إعادة تنظيم الجيش الحر، عبر دعمه بقوات وخبراء ومستشارين لتأمين مناطق الحظر الجوي، مشيرًا إلى وجود سيناريويتزامن مع السيناريوهات السابقة، يتمثل بحدوث انشقاقات داخل الجيش السوري النظامي، ما «يساعد على انهيار منظومة النظام العسكرية».