وأوضح معالي وزير الثقافة والإعلام أن إقامة المؤتمر في هذه المدينة الطيّبة جاءت بناء على توصيةِ مؤتمرِ الأدباءِ السعوديين الثالث بانعقاده في كل عامين بمدينة مختلفة من مناطق المملكة، لما في ذلك من دلالات على طبيعة الأدب وعالميته، ومراعاةٍ لواقع التأثير والتأثّر والعطاءِ المتبادَل، وتلبيةً للحاجة إلى التنوّعِ الجذَّاب، كما أنّ فيه تحفيزاً للحركةِ الأدبيّةِ في مناطق المملكة كافّة، والنظر في الخصوصيّةِ الأدبيّةِ لكلّ منطقةٍ من المناطق, لافتا معاليه إلى الخصوصية التي حبا اللهُ تعالي بها مدينةَ الرسولِ المصطفى عليه أفضلُ الصلاةِ والسلام وهي خصوصيّةً تجعل الجميع في موقفِ الابتهال والخشوع، وحالةِ من حالاتِ الفخرِ والابتهاج. وقدم الوزير خوجة لمحة عن المؤتمرات الأدبية السابقة بدءا من المؤتمر الأول الذي عقد في رحاب مكةالمكرمة قبل نحو أربعين عاما . وقال لقد كانت البهجةُ تغمُر أفئدتنا جميعاً وتحُطّ في تلك الرحاب الطاهرة ونحن نُتابع ونرى ونُشارك مع أدباءِ الرعيلِ الأولِ ومعهم روادُ الأدب والفكرِ في بلادنا في إقامةِ مؤتمرهم الأدبي الأوّل وهم يتأمّلون الأدبَ ويتدارسون أحوالَهُ ومتغيّراتِهِ ويُحاولون بصدقٍ وإخلاصٍ النظرَ في تراثِهم وثقافتِهم مُتجوّلين في مروجِ الشعر والنثر مستمتعين بعذوبةِ الكلمةِ وحُسن الإيقاعِ وروعةِ التصويرِ وجمال البناء ورونقِ المعنى المضمّخِ بالجمال. وتابع :" هانحن اليوم نلتقي في المؤتمر الرابع وقد مرّت بلادُنا وكذلك حياتُنا بتغيّراتٍ كثيرةٍ وشهدتْ نُموّاً وتطوّراً في شتّى المناحي وفي مختلفِ الميادين. وتوقف معاليه عند المعاني الجميلة لذكريات انعقاد أول مؤتمر في مكةالمكرمة والمؤتمر الحالي في رحاب طيبة الطيبة مدينةَ رسولِ اللهِ عليه أفضلُ الصلاةِ وأزكى التسليم, حيث بهما وحولهما من رُبى جزيرةِ العربِ وتلالِها وجبالِها ووديانِها نشأ الأدبُ العربي ونما الشعرُ واشتدّ عودُه وصار ديوانَ العربِ الذي أوقظَ ما في وجدانِهم من حنينٍ وشوقٍ ولهفةٍ وكبرياء، وسَجَّلَ مآثرَهم الحميدةَ، ودَوّنَ بمدادٍ من الوفاءِ شيَمَهُم الأخلاقيةَ العاليةَ، وأضاءَ لنا ما في عقولِهم من فكرٍ ورؤيةٍ واستبصار". وزاد معالي وزير الثقافة والإعلام : " في بيادرِ هذه الأرض المباركةِ في المدينةِ المنوّرةِ انطلقتْ الرسالةُ المحمديّةُ بالنورِ والسلامِ إلى شتّى بقاعِ المعمورةِ، فصارتْ هذه المدينةُ الطاهرةُ محطَّ الرحالِ وموطنَ الفكرِ والعلمِ والفقهِ ، ومن هذه البقعةِ المباركةِ شعّ نورُ الحضارةِ الإسلاميّةِ وهّاجاً يجُوسُ الديارَ ويُجلي العتمةَ في دياجيرِ الكونِ مُؤسّساً لمدارسَ علميةٍ في الفقهِ الإسلامي وفي التاريخِ والعلومِ والآداب , مواصلا القول إنها ينبوعُ المجدِ والحضارةِ التي ارتوتْ بالمبادئ الإسلاميّة السامية، وغذَّت العالمَ بالفكرِ النيّرِ وشَيّدتْ أصولَ البحثِ العلمي وأَلهمتْ قرائحَ الشعراءِ وسكبتْ من نورِها على أحاسيسَ الفنانينِ والمبدعين إلى يومِنا هذا، وهي تشهدُ بجلالٍ يليقُ بمكانتها الرفيعةِ مناسبةً عظيمةً هذا العام باختيارها عاصمةً للثقافةِ الإسلاميّةِ ". // يتبع // 00:08 ت م فتح سريع