يتحدث فيلسوف الصين (كونفوشيوس) بالقول: إذا اردنا أن نعرف حضارة الشعوب الأخرى فعلينا أن نستمع لموسيقاهم.. ندرك جيدًا أن لغة الموسيقى هي لغة تواصل عظيمة ومفتاح لهذا العالم الكثير التعقيدات.. بتسارع أحداثه المتتابعة والمربكة أيضًا لحياتنا.. يعد الفن من أعمدة وحضارات الشعوب وأحد الشواهد الراسخة على تقدم الأمم على مر الأيام.. من منطلق أن الفن رسالة سامية استحوذت على اهتمام المجتمعات بمختلف فئاتها الطبقية ومن خلال تأكيدها لدورها الاجتماعي.. بالرغم من ذلك كله يلقى المبدعون في وطننا العربي الكبير -عمومًا- زخمًا كبيرًا من التجاهل والإسقاط المتعمد من الذاكرة الشعبية من بعض الوسائل الإعلامية ومنها الصحافة الفنية وميول بعض محرريها وملاكها!.. بالرغم على ما قدم من أعمال يعتز بها الوطن وأعمال فنية لامست وجدان المجتمع ونقشت مواقعها بالذاكرة، ولترحل معها اضطراريًا آخر ذكرياتنا الجميلة نتيجة للتأزمات العتيقة والتي أخلت بالقيم الفنية. في هذه العجالة الخاطفة، ومن خلال مقالة تبدو عاجزة عن رد بعض العرفان تجاه شخصية قديرة أحببتها كثيرًا.. خلاقة.. سادها الجدل وسوء الحظ والأحزان كذلك!!.. شخصية إنسانية رائعة أمثال الراحل «طلال مداح» يرحمه الله.. غيّبها الموت عن حياتنا.. نتذكره اليوم لمرور ثلاثة عشر عامًا على غيابه ونحن أحوج ما نكون إليه الآن.. لقد غيّبه الموت ونحن ما نكون أحوج لدماثة أخلاقه ورقة تواضعه وإلى عفة لسانه وطهارة قلب شخصيته.. هذا النجم الساطع بحياتنا يزداد القلم تشريفًا وسعادة عند الكتابة لهذا الأثر الكبير على وجدان حياتنا الاجتماعية والتي أضاءت لنا سماء وطننا الكبير كوقفة حق لهذا التاريخ الإنساني المتواصل.. نعم يحق لنا أن نحلّق في وجدان هذا الفنان الإنسان والمكرّم دومًا في قلوبنا.. حيث كان يمثل لنا أحد الواجهات الراقية وذلك من خلال الإشراقات والإضاءات التي أحدثها في عالم الثقافة الموسيقية.. حيث كتبت له الاستمرارية حتى يومنا الحاضر بأن يكون سفيرنا المتألق في عالم النجوم.. متخطيًا بذلك مرحلة دنيا الفنون كصوت التفت حوله الأجيال.. وعاشت على صوته ذا النبض الإنساني المقتدر.. ليبقى حضوره مستمرًا ومتزايدًا بذاكرة الجماهير. المزيد من الصور :