فتحت تفاصيل كشف عنها الرئيس عبدربه منصور هادي بشأن عمليات الحرب على تنظيم القاعدة وغارات الطائرات الأمريكية بدون طيار الباب لمزيد من الجدل حول نشاط هذه الطائرات والتهديدات المتنامية للتنظيم الإرهابي على الرغم من الضربات الموجهة إلى قدراته. وتحدث الرئيس هادي نهاية الأسبوع الماضي أمام طلاب كلية الشرطة بصنعاء بتفاصيل عن مؤامرة دولية مزعومة للقاعدة ونشاط الطائرات الأمريكية بدون طيار في السماء اليمنية في حديث هو الأول من نوعه يصدر عن رئيس البلاد. وأكد هادي الأخبار التي كانت قد تحدثت عن اعتراض المخابرات الأمريكية لمحادثة بين زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري وزعيم التنظيم في جزيرة العرب ناصر الوحيشي أبلغ فيها الأخير رئيسه عن مخطط لهجمات واسعة، الأمر الذي دفع الدول الغربية إلى إغلاق نحو 22 سفارة وقنصلية لها في بلدان إسلامية وشرق أوسط ية معظمها تابعة للولايات المتحدة. وقال هادي إن الوحيشي أبلغ الظواهري أن القاعدة في جزيرة العرب دبرت لحدث "سيغير وجه التاريخ" خلال اجتماع كان يعقده الوحيشي في محافظة مارب مع عدد من قادة التنظيم في اليمن. وأضاف أن طائرة أمريكية بدون طيار قصفت شاحنة ملغومة بكمية كبيرة من مادة تي. إن. تي كان تنظيم القاعدة يعتزم تفجيرها في منشآت نفطية بحضرموت. إلا أن بياناً خصصه تنظيم القاعدة في جزيرة العرب للرد على خطاب هادي ونشره الاثنين الماضي نفي أن يكون التنظيم قد خطط لتفجير منشآت نفطية. وجاء في البيان «أورد هادي (..) زاعماً أن المجاهدين كانوا ينوون تفجير شاحنات مفخخة ضد المنشآت النفطية في البلاد، ونخن ننفي صحة ما ذكره ونعده محاولة لتبرير ممارسات الأمريكان الإجرامية، ونؤكد هنا حرصنا التام واحتياطنا المستمر أثناء مسيرتنا الجهادية ومحافظتنا على دماء المسلمين». وشن التنظيم هجوماً هو الأقوى على الرئيس هادي منذ تسلمه للحكم، ووصفه بأنه «تاجر حرب». وأدعى أن خطاب هادي جاء مليئاً بالأكاذيب. ويستغل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتخذ الأراضي اليمنية مقراً لقيادته الضربات الجوية التي تشنها طائرات أمريكية بدون طيار ضد نشطاء مفترضين في القاعدة لتعبئة الرأي العام المحلي ضد النظام الحاكم الذي يسمح بهذه الضربات في إطار الحرب الأمريكيةاليمنية على الإرهاب ولا ستقطاب أعضاء جدد إلى التنظيم. وكان بيان «القاعدة» واحداً من ردود كثيرة على خطاب هادي الذي هاجم فيه صحفيين قال إنهم يرسمون صورة مشوهة عن الوضع في البلاد، كما هاجم ضمنياً سلفه علي عبدالله صالح. وكشف هادي أن هجمات الطائرات بدون طيار خلال الأسابيع الأخيرة قتلت 20 عضواً في «القاعدة» من المشاركين في مخطط الهجمات المزعومة، إضافة إلى قتل 28 عضواً في مناطق متفرقة من البلاد، مشيراً إلى أن شاحنة ملغومة جهزها التنظيم لتفجيرها في العاصمة صنعاء ورصدتها الطائرات بدون طيار إلا أنها اختفت فيما ألقي القبض على أفراد خلية كان موكولاً لها إدخال الشاحنة إلى العاصمة. وأضاف أن الأجهزة الأمنية ضبطت ثماني خلايا للقاعدة، منها ثلاث في العاصمة صنعاء تضم 48 فرداً وثلاث في عدن وخليتان في لحج. كما هاجم هادي منتقدي الهجمات التي تشنها الطائرات الأمريكية بدون طيار، قائلاً إنها تأتي ضمن اتفاق شراكة مع الولاياتالمتحدة للحرب على الإرهاب وقعه نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وقال «التعاون اليمني الأمريكي في الحرب على الإرهاب ليس سراً فلدينا مشاركة في غرفة عمليات بجيبوتي، ولدينا ضباط مشاركون في غرفة عمليات في البحرين على مستوى عسكري دولي من أجل ملاحقة ومكافحة ومراقبة الارهابيين باعتبارهم تنظيما إرهابيا دوليا على مستوى العالم». استدعت هذه الإشارة من هادي أن يصدر مكتب علي صالح بياناً ينفي أن يكون الرئيس السابق قد وقع هذا الاتفاق، غير أنه من الثابت أن التعاون بين اليمنوالولاياتالمتحدة في الحرب على الإرهاب يعود إلى عام 2000 حين فجر تنظيم القاعدة المدمرة الأمريكية يو. إس. إس كول في خليج عدن قبل أن يتخذ طابعاً منهجياً في أعقاب هجمات 11 سبتمبر عام 2001. ولكثرة عدد الغارات التي تشنها الطائرات الأمريكية بدون طيار على أهداف للقاعدة في الأراضي اليمنية فقد بات مصطلح «الدرونز» الذي يعني طائرات بلا طيار في الإنجليزية شائع الاستخدام في تقارير المنظمات الحقوقية والإعلام. ويُصنف تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي أُعلن في 2009 من اندماج جناحي القاعدة في اليمن والسعودية بأنه أخطر أجنحة القاعدة في الوقت الراهن.