بقلم/ علي منصور أحمد الخميس 2013-08-29 23:44:05 إقرأ المزيد ل ( علي منصور احمد ) قطع عدد من المتظاهرين البريطانيين الطريق أمام مكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون , يوم أمس الأربعاء حين حاول عددا من نشطا السلام ومناهضو الحرب منعه من حضور اجتماعا سيرأسه لتدارس تداعيات الأزمة السورية , احتجاجا على توقعات وشيكة الإجماع عليها دوليا لضرب سوريا عسكريا. حيث كان ينعقد الاجتماع الاستثنائي لمجلس الأمن القومي الذي يضم ابرز وزراء الحكومة البريطانية , الذي شكله السيد ديفيد كاميرون منذ عامين تقريبا , هذا الاجتماع الذي يكرس لتدارس الاختيارات المحتملة للرد على ما يتحمله النظام السوري من مسؤولية تجاه مجزرة القوطة شمال شرق دمشق وما خلفته الضربة الكيميائية من الضحايا الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ العزل الذين تجاوز عدد القتلى منهم (1700) حسب الإحصائيات الأولية , ولإقرار صيغة مشروع قرار دولي تعده الحكومة البريطانية لعرضه على مجلس الأمن الدولي بشان الإجراءات المحتملة لمحاسبة نظام الأسد ! بشار الأسد – أسد ابن أسد – سليل القادة التاريخيين الاماجد , لا اعتقد انه سيخالف دروب سابقيه , ولا اعتقد انه سيكون اقلهم أبهارا وسوءا , صدام ومعمر والزين ومبارك وصالح ومرسي , نموذجا يحتذى به الأسد الصغير , لا اعتقد انه يشذ عن القاعدة , هذا ما يلحظه المتابعون لمشهد السيناريو الذي سلكه السلف , والخلف يحث الخطاء في السير على دروبهم ف "الأسد" يقتفي أثرهم نقلة بعد نقلة وخطوة تلو أخرى. صدام في "أم المعارك" على حد وصفه قال لن ارحل ألا أذا سلمتهم العراق نارا من جهنم وسينتحرون على أسوار بغداد , كما كان يردد ويظن , لأنه لم تكن تهمه بغداد الأبية وشعب العراق العظيم , بقدر ما كان يهمه عرشه المتهاوي وقصوره الرئاسية العتيقة التي بلغت (78) قصرا حسب جدولة فرق التفتيش الدولية عن الأسلحة الكيماوية والدمار الشامل كما كان صدام يتظاهر بامتلاكه لها حتى صدق نفسه انه يمتلكها ! الأسد هو الأخر لم تهمه ثورة وغضب وهيجان شعبه, قال لن أرحل ولا يهمه أي تسوية سياسية , ولن اترك ولايتي ألا نهاية العام (2014) وكأنه سيصنع لشعبه المستحيل من المعجزات والمنجزات وهو الذي فشل في تحقيق أدنى قدر من مقومات الحياة الحرة والعيش الكريم , المتمثل بأمنهم وامن أطفالهم ممن يحصد فيهم بالمئات طوال عهد الذي تجاوز 15 عام , منذ هيمنته على السلطة في دمشق – وقال يوم أمس جاهزون لخوض "المنازلة الكبرى" وسينتحرون على أسوار دمشق – لا اعتقد انه سيرحل سلميا , ليستجيب لإرادة شعبه ويحفظ لسوريا وحدتها وسلامة مواطنيها , بل سيرحل مهانا غير مأسوف عليه كأسلافه ممن رحلوا وما زالت الذاكرة الجمعية لشعوبهم وكل شعوب الأرض تحتفظ بمشاهدها الأليمة والمخجلة في تاريخ هذه الأمة العريقة المغلوب على أمرها , سيرحل الأسد أرنبا , وعما قريب أن شاء الله . هولا البريطانيين الذين تظاهروا أمام مكتب رئيس الحكومة البريطانية يوم أمس وغيرهم ممن يخشاهم الرئيس الأمريكي "باراك اوباما" ونظيره الفرنسي وغيرهم من زعماء الدول التي يحسب قادتها المنتخبين ديمقراطيا – الف حساب – لأصوات مواطنيهم ونشطا السلام العالمي من المعارضين للحرب – وأيا كانت مبررات تلك الحرب – هولا من يهمهم الدفاع عن الأمن والسلام الدوليين على مستوى العالم ممن يقدرون قيمة الحياة الكريمة وحرية وحقوق الإنسان ومعارضو الاستخدام للقوة والنزوع إلى الحرب – باعتبار اللجوء إلى منطق الحرب القذرة والمنبوذة يتنافى كلية وقيم الإنسانية النبيلة ولغة العصر المتحضر, وتهدد منظومة السلام والأمن الدوليين وأيا كانت دوافعها ومبررات شنها ! هولا يخرجون بمحض أرادتهم إلى الشوارع طوعيا هكذا يتداعون في الغرب , يدافعون عن السلام والإنسانية والحياة والكون وحتى البيئة – طوعياً – هكذا حبهم للحياة والكون والإنسان والحيوان والبيئة ! لكن نحن العرب – وأي عرب نخرج بتوجيهات حكامنا مغتصبو السلطة والثروة وتكتب لنا الشعارات وتطبع لنا الصور والملصقات وتلقن لنا الهتافات – بتوجيه الأنظمة وحكامها الطغاة – لنمجد الفرد – الحاكم – وعائلته , حتى حكامنا ممن يحشدون لدعم التغيير – هم ليس صادقين – هم مثلا – مع التغيير في سوريا ليس من اجل الدفاع عن ما يرتكب من جرائم بحق المدنيين بقدر ما لعدائهم الشخصي فقط لشخص الأسد ليس ألا ! نأخذ "مثلا" الموقف القطري المتناقض تجاه رفض التغيير في مصر لعزل مرسي – والحشد الطوعي لخلع الأسد – يليه نموذج أخرمن الاستغراب والتناقض في الموقف السعودي من تونسواليمن – ألزموا بن علي عدم مغادرة فلته وقطعوا عنه كل الاتصالات ومنعوا ليلى الطرابلسي صاحبة ال"1000′′حذاء – عاشقة احدث صيحات الموضة , والمتسوقة الأولى عالميا , من الخروج للتسوق في الرياض ألا بمحرم – والمحرم بن علي – ممنوع عليه الخروج ! وصالح عالجوه واستبدلوا "كراعينه" بأخرى, وزرعوا كل إطرافه بما فيها "التناسلية" التي فقدها أيضا , حسب الروايات التي يتداولها الناس عنه , وتنقل عن بعض المقربين منه , ورتبوا له طائرة خاصة تنزل به في مطار عدن عند "الثانية فجرا" حفاظا على "سلامته" من أي مكروه في مطار صنعاء , الذي كانت تسيطر عليه قبيلة حاشد بقيادة صادق وحميد وحلفاءهم من شباب الثورة والتغيير في صنعاء ! في الوقت الذي يبدون فيه تأييدهم لحلفائهم الغربيين بدعم التغيير في اليمن – وهم كانوا وما يزالون قادرين أن يلزموه وحاشيته بمغادرة صنعاءواليمن في اقل من سويعات , أذا كانوا صادقين في دعم أمن واستقرار ووحدة اليمن كما يزعمون ! هذا هو البون الشاسع بيننا وبين الغرب ! نحن حكام ومحكومين لا نختلف عن بعضنا , نكذب في كل شي , نحن كمحكومين نخاف من حكامنا حد الخنوع والرعب والمذلة . هم حكام ومحكومين صادقين مع بعضهم في كل شي, وكحكام يخافون بل ويهابون زعل وغضب شعوبهم ويحسبون لها ألف مليون حساب – هنا يكمن الفرق بيننا وبينهم , وهنا يكمن جوهر تقدمهم علينا بمئات السنين وسر تخلفنا عنهم إلى يوم الدين . 38