في ظل ما تعيشه سوريا من أحداث متسارعة و قرب العملية العسكرية الغربية ضدها تحت ذريعة حماية الشعب السوري تعددت القراءات و التحاليل بخصوص أهداف هذه العملية وتداعياتها على المنطقة برمتها. تونس (فارس) للحديث حول جملة هذه النقاط التقت وكالة أنباء فارس الخبير العسكري التونسي فيصل الشريف في الحوار التالي: كيف ستكون العملية العسكرية ضد سوريا وماهي الأهداف التي تريد أمريكا تحقيقها ؟ من المؤكد أن العملية العسكرية الأميركية لن تكون برية بالأساس إنما ستكون عملية محدود الزمن ومن المرجح أن لا تتجاوز 48 ساعة وذلك باستعمال صواريخ "طوماهوك" لضرب أهداف عسكرية ولوجستية للجيش السوري قصد إحباط معنويات الجيش العربي السوري و إرباك النظام . لماذا اختيار هذا الوقت بالذات بعد مرور عامين من الحرب؟ هذه الضربة التي يتم التحضير لها منذ مدة هي تكرار لسيناريو الحرب على العراق وهي مفتعلة باعتبار أن الجهة التي استعملت السلاح الكيمياوي ليست معلومة حد اللحظة و بالتالي فإن المبررات التي تقدمهَا الإدارة الأميركية وحلفائها هذه الذريعة للدخول لسوريا دون وجود إثباتات و تقارير أممية تؤكد استعمال النظام الأسلحة الكيمياوية، مما يؤكد بوضوح نية بعض القوى الغربية والإقليمية للإطاحة بالنظام السوري . ألا تخشون من حرب عالمية ثالثة في ظل وجود معسكرين دوليين متنازعين جول هذه الضربة العسكرية؟ لا أعتقد أنه هناك نية من الدول الغربية لاشتعال حرب في المنطقة حاليا وإنما هي ترمي بالأساس إلى إضعاف القيادة السورية و كسب أهداف إستراتجية منها تفكيك محور الممانعة و محاولة دراسة إن كان فعلا قادرا على تهديد أمن "اسرائيل" أم أن وعيده و تهديداه لا تعدو أن تكون إلا خطابات رنانة. ومن الغباء أيضا توجيه ضربة عسكرية لسوريا نظرا لغياب المبرر الأخلاقي و السند القانوني و رأينا أيضا أن الرأي العام العالمي و بعض الدول الأوروبية نأت بنفسها الدخول في أتون هذه الحرب و هي الدول الشريكة في الناتو . برأيكم هل يمكن أن يكون لهذه الضربة العسكرية المحتملة تداعيات على أمن الكيان الصهيوني ؟ إذا كان هناك سند سياسي فلا يمكن أن نستبعد أن يقوم حزب الله بعض العمليات النوعية كالقصف الصاروخي أو ضرب بعض المصالح الإسرائيلية و الأميركية وإذا ما أضفنا إليه التحالف الأقوى بين إيرانوالعراق الذي يرفض التدخل العسكري من شأنه أن يسقط عديد الحسابات الإستراتيجية لدى الغرب و بعض دول المنطقة التي تراهن على إسقاط هذا التحالف و نسفه . كيف تقرؤون الموقف التونسي إزاء الأحداث في سوريا ؟ الموقف التونسي لم يكن موقفا مبدئيا بل سادته الانفعالات العاطفية و لم تضع الدولة التونسية في الحسبان التداعيات الدولية على سوريا. وهذا يعود بالأساس إلى فقدان جهاز الخارجية والحكومة إلى بعد نظر في ما يخص المسألة السورية التي هي ليست حالة عادية كثورات بلدان العربي بل إن التداخلات الإقليمية و المصالح في المنطقة أوصلت سوريا إلى هذا الوضع و بالتالي غابت القراءة المتكاملة للوضع كما غاب عن القيادات السياسية ما عبر عنه بالجهاد في سورية والذي نرى تداعياته بتفاقم ظاهرة الإرهاب داخل تونس. وما الحل إذن للخروج من هذه الأزمة ؟ الأزمة السورية لن يكون حلها إلا يتدخل أممي لفض هذا النزاع عبر خريطة طريق سياسية واضحة المعالم و لكن ذلك لن يكون إلى بإعادة الاستقرار ووقف جميع العمليات العسكرية الميدانية . /2819/