قال سائق الليموزين وهو يتأفف من الزحام حول ميدان الدراجة: ها قد اقتربت ساعتك كلها أسابيع أو شهور قليلة ويتم إزالتك! تذكر للحظة كيف كان ابنه المهندس التقني يتهلل وجهه وهو طفل صغير كلما شاهد الدراجة الكبيرة سائلا السؤال التقليدي: دراجة من هذه؟ سرح بخيالة لبرهة وهو يتذكر كيف مر أولاده جميعًا من هنا وهم في طريقهم للمدرسة قبل أن يكبروا ويصبحوا مهندسين وأطباء!. كم أنت طيبة معطاءة أيتها المملكة العريقة الحاضنة لملايين المسلمين الآتين من أصقاع العالم! انتبه على صوت السائق زاعقًا: أعطني الأجرة! يبدو أنه كان قد طلبها مرتين بصوت هادئ دون أن يتلقى ردًا، كان شريط الذكريات قد استولي عليه، حتى وصل لورشة السيارات لاستلام سيارته، أعطى السائق أجرته ولم ينتظر الريالات الخمس الباقية من العشرين التي دفعها وهو يبتسم ويتمم بدعاء!. قندييييييل