2013/09/01 - 48 : 03 PM القاهرة في 1 سبتمبر / بنا / انطلقت اليوم بمقر الأمانة العام لجامعة الدول العربية أعمال الدورة (140) لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة ليبيا خلفا لمصر. وأفاد الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي في كلمته الافتتاحية أمام الاجتماع إلى أهمية هذه الدورة الجديدة لمجلس الجامعة العربية، والتي تأتي في ظل مرحلة فارقة وتحديات تمر بها العديد من الدول العربية خاصة ما يتعلق بالأزمة السورية والقضية الفلسطينية والعديد من القضايا السياسية والاقتصادية والقانونية المطروحة على جدول أعمال هذه الدورة. ونبه العربي إلى أهمية القضايا المطروحة على هذه الدورة، والتي تلقي بالمسؤولية الجسيمة لاتخاذ ما يلزم من توصيات ومقترحات حيالها لتعرض على الوزاري العربي. ولفت النظر أن رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية أحمد الجربا طلب إلقاء كلمة موجة للوزاري العربي حول تطورات الأوضاع في سوريا. من جانبه، قال مندوب ليبيا الدائم لدى الجامعة العربية السفير عاشور بوراشد الذي تسلمت بلادة رئاسة الدورة الجديدة من مصر إن هذه الدورة تأتي وسط تطورات متسارعة تشهدها العديد من الدول العربية، الأمر الذي يتطلب تضافر الجهود وحشد الطاقات لتحقيق مصالح الشعوب العربية لمواجهة المخاطر السياسية والاقتصادية والأمنية التي تواجهها، مشيدا بموقف الجامعة العربية الداعم لثورة 17 فبراير وجهودها في بناء ليبيا الجديدة. وشدد بوراشد على ضرورة تفعيل قرارات مجلس الجامعة العربية بتسليم العناصر التابعة للنظام السابق إلى السلطات الليبية خاصة وأن قرار المجلس يؤكد على ضرورة تعاون دول الجوار الليبي لمنع عناصر النظام السابق من تهديد الاستقرار في ليبيا ومكافحة الجريمة ومنع تهريب الاموال الليبية الى الخارج واستعادة المهرب منها. وفيما يخص الشأن السوري، طالب مندوب ليبيا الدائم لدى الجامعة العربية بضرورة وضع حد لمعاناة الشعب السوري التي دخلت عامها الثالث، مشيدا بقرار مجلس الجامعة العربية الأسبوع الماضي الذي أدان جريمة استخدم السلاح الكيميائي في الغوطة الشرقية ومحاسبة المسؤولين عنه. وأضاف أن الجانب العربي يساوره القلق إزاء تصاعد وتيرة العنف في سوريا، وأن الشعب السوري ينتظر قرارات تتجاوز الشجب والادانة، والتوجه الى مؤتمر (جنيف 2) لإيجاد حل سياسي، داعيا المجتمع الدولي لاتخاذ تدابير حاسمة لمواجهة جرائم النظام السوري وانهاء الصراع في سوريا بما يحقق تطلعات الشعب السوري. وعلى الصعيد الفلسطيني، ندد بوراشد باستمرار الاستيطان الإسرائيلي على الرغم من المفاوضات، فضلا عن معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال ومواصلة عمليات تهويد القدس، مطالبا بتبني استراتيجية عربية تتجاوز استجداء السلام إلى أفعال سياسية وتحميل إسرائيل مسؤولية ممارساتها الخارجة على القانون واجبارها على احترام الشرعية الدولية. كما دعا مندوب ليبيا الدائم لدى الجامعة العربية في الوقت ذاته كافة الأطراف الفلسطينية إلى تحقيق المصالحة الوطنية. وعلى صعيد الوضع في السودان، دعا بوراشد دولتي شمال وجنوب السودان لمواصلة الحوار لتسوية القضايا العالقة بين البلدين، مناشدا دعم الصومال من أجل تحقيق الاستقرار. وفيما يخص الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة، ناشد مندوب ليبيا الدائم لدى الجامعة العربية إيران العمل على إعادة هذه الجزر لدولة الإمارات العربية المتحدة وفق القانون الدولي وحفاظا على علاقات الجوار. وأكد أهمية تعزيز العلاقات العربية بالتجمعات الدولية المختلفة لتعزيز فرص التعاون والتفاهم وإرساء قواعد السلام في العالم، منوها بأهمية القمة العربية الأفريقية الجاري الإعداد لها لاستضافتها في الكويت في نوفمبر المقبل. وشدد مندوب ليبيا الدائم لدى الجامعة العربية على أهمية تضافر الجهود من أجل إصلاح وتطوير الجامعة العربية باعتبار ذلك مطلبا ملحا في ظل التحديات الراهنة والتي تتطلب تطوير منظومة العمل العربي المشترك. من جانبه، وجه مندوب مصر الدائم لدى الجامعة العربية عمرو أبو العطا "رئيس الدورة المنصرمة " الشكر للدول العربية التي ساندت مصر في انجاح مهمتها خلال رئاستها مجلس الجامعة العربية، كما شكر الدول العربية التي ساندت مصر ومدت لها يد العون خاصة بعد ثورة 30 يونيو، لافتا الانتباه إلى أن مصر أبهرت العالم بثورة 25 يناير 2011 وكان شعارها العيش والحرية والعدالة الاجتماعية إلا أن الشعب المصري أبى ورفض أن تسرق ثورته التي رواها بدمائه فقام بتصحيح المسار في 30 يونيو الماضي لتتبوأ مصر مكانتها ومسارها الصحيح بين دول العالم. وشدد أبو العطا على أهمية مواصلة الجهود لتطوير الجامعة العربية وإيلاء ذلك الاهتمام المطلوب والقرارات التي تدفع قدما في هذا الصدد . وقد بدأت الجلسات المغلقة لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين لمناقشة مشروع جدول أعماله والذي يتضمن عددا من البنود وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، مع رفع ملف الأزمة السورية إلى وزراء الخارجية العرب مساء اليوم لمناقشته. ويتضمن جدول الأعمال أيضا تطوير منظومة جامعة الدول العربية، وتقرير عن نشاط الأمانة العامة وإجراءات تنفيذ قرارات المجلس بين الدورتين (139) و (140)، والتقرير النصف سنوي لهيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات حول متابعة تنفيذ قرارات قمة الدوحة 2013، وإعداد مشروع بروتوكول أو نظام أساسي للمحكمة العربية لحقوق الإنسان، وطلب مملكة البحرين استضافة المقر الدائم للمحكمة العربية لحقوق الإنسان. كما يتناول الاجتماع متابعة التطورات السياسية للقضية الفلسطينية، والصراع العربي الإسرائيلي وتفعيل مبادرة السلام، ومتابعة تطورات (القدس، والاستيطان، الجدار، الانتفاضة، اللاجئين، الأونروا، التنمية)، ودعم موازنة دولة فلسطين وصمود الشعب الفلسطيني، والإجراءات الإسرائيلية في القدس، وتقرير وتوصيات مؤتمر المشرفين علي شؤون اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة (الدورة 90 )، وتقرير عن أعمال المكتب الرئيسي والمكاتب الإقليمية لمقاطعة إسرائيل بين دورتي مجلس الجامعة السابقة والحالية، والقضايا الخاصة بالأمن المائي العربي، وسرقة إسرائيل للمياه في الأراضي العربية المحتلة، والجولان السوري المحتل، والتضامن مع الجمهورية اللبنانية، فضلا عن بحث قرار مجلس الشيوخ البرازيلي القاضي باعتبار يوم 29 نوفمبر من كل عام يوما للصداقة مع إسرائيل. ويناقش المندوبون الدائمون تطورات الوضع في دولة ليبيا، وكيفية المحافظة على وحدة اليمن وتشجيع الجهود الرامية إلى إنجاح أعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وكذلك موضوع احتلال إيران للجزر العربية الثلاث "طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسي التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة في الخليج العربي، ودعم السلام والتنمية في جمهورية السودان، والحصار الجائر المفروض على السودان من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية، ودعم جمهورية الصومال، ودعم جمهورية القمر المتحدة، والحل السلمي للنزاع الجيبوتي الاريتري بالإضافة إلى بحث تعزيز نشر اللغة العربية في جمهورية تشاد، ومخاطر التسلح الإسرائيلي علي الامن القومي العربي والسلام الدولي. وينبثق عن مجلس الجامعة العربية أربع لجان رئيسة بدأت أعمالها فور الجلسة الافتتاحية وهي: اللجنة السياسية، والاقتصادية، والمالية، والادارية، والقانونية لمناقشة البنود الخاصة بها، وإعداد توصياتها لرفعها للجنة السياسية لاعتمادها تمهيدا لرفعها للوزاري العربي لإقرارها. عدد القراءات : 45 اخر تحديث : 2013/09/01 - 48 : 03 PM