كيف التلاقي؟ كيف التلاقي والجبال محترقة؟ والنار مازالت تحت الرماد في الوادي وفي أراضينا كيف التلاقي؟ والبحر كبيرٌ تنذرنا أمواجه بالعاصفة وركوبه بعيدٌ وهو بين أيدينا سفرٌ على سفرٍ وطرقاتٌ كلها جمرٌ ووجوهٌ مكفهرة تكاد بتهمٍ جذافٍ تبلينا بعثروا حقائبنا عرقلوا دربنا بالمتاريس فطالت الساعات وبعدت المسافات وأضحى التنائي بديلاً عن تدانينا كيف التلاقي؟ وشوقنا مستعرٌ لأنسكم ظمآن والقطر عنا ممنوعٌ والباب مغلقٌ بين ضواحينا يتشدقون بحقوق الإنسان فيخرسون الإنسان ويجوعون الإنسان ويبعدون عنه المحبينا لو استطاعوا لأوقفوا عقله أو عقلوه لو استطاعوا انتزاع حبه من صدره لانتزعوه وجففوا لنا دمع مآقينا ولكن الله يأبى للباطل الدوام فسيزهقه ويحق الحق كما يولج الأنهر في ليالينا وستشرق شمسه تبهر عيونهم وسيعلمون بعد فوات الأوان من ضيع منهم فرص الزمان ووضع يده مع أعادينا يوم يضحك المؤمنون وحق لهم بعد صبرٍ ونصرٍ أن يلقوا أحبة ورياحينا غداً أو بعد غدٍ فالزمان يسرع والعمر قصيرٌ وسنشهد مصير من كان يبكينا وسنعلم أن التلاقي قدرٌ لا يمسك بزمامه بشرٌ وكله بيد من يميتنا ويحيينا فوضنا أمرنا إليه فرج همنا بيديه وبه تعلقت أرواحنا وأمانينا فاصبروا يا أحبتي وهدهدوا الصبر والاتكال على الله يدنيكم ويغنينا د. هدى برهان طحلاوي