أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن دولة الإمارات تطمح لأن تكون الأفضل عالمياً، وأن رؤيتها حتى العام 2021 تضع خريطة طريق واضحة لتحقيق هذا الهدف . وقال سموه في تغريدتين له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أمس: "حسب تقرير لوحدة الأبحاث في مجلة الإيكونوميست، فإن الإمارات الأولى عربياً، و18 عالمياً، لأفضل مكان يمكن أن يولد فيه الإنسان في عام2013" . وأضاف سموه: "طموحنا أن نكون الأفضل عالمياً، ورؤيتنا حتى العام 2021 تضع لنا خريطة طريق واضحة لتحقيق هذا الهدف" . إلى ذلك، افتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، أمس بحضور الأمير خالد الفيصل، رئيس مؤسسة الفكر العربي، مؤتمر "فكر11" بدبي، تحت عنوان "المواطن والحكومات: رؤية مستقبلية" . توجه الأمير خالد الفيصل، خلال كلمته بخالص الشكر والتقدير، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وإلى "دبي" المتطورة، وحاكمها رائد نهضتها، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، وشدّد على النتائج الآنية والمستقبلية التي أفرزتها التداعيات العالمية، مركزاً على أهمية الاختلاف والتنوع بين البشر، الذي ينعكس تلقائياً على مجالات الحياة كافة، وخاصة على الأنظمة والقوانين والدساتير، معتبراً أن "كل ما على هذه الأرض يتغيّر وإلى غاية لا نعلمها مسيّر وهكذا الحكومات"، ووضع في ختام كلمته تساؤلات تلخصت في "هل تبقى الحكومات؟ أم تحكم المنظمات؟ أم تسيطر الميليشيات؟ أم أنها الشركات؟ فهل لديكم لنا اليوم إجابات؟ من جانبه أكّد الأمين العام لمؤسّسة الفكر العربي الدكتور سليمان عبدالمنعم أن مؤتمر هذا العام يُعالج قضية تلامس الهموم المعيشية والحياتية للمواطن العربي من منظور اقتصادي واجتماعي مستكملاً النقاش الذي بدأ العام الماضي من منظور سياسي وثقافي، من أجل تكامل مستويات البحث في إطار الانشغال بمرحلة دقيقة من حياة الوطن العربي . وفي كلمته طرح محمد عبدالله العلي، النائب الأعلى للرئيس في شركة أرامكو السعودية، معادلة رباعية، إذ حدد واجبات الحكومة في أربع نقاط أساسية، ملخصها "العدالة، الأمن، التنمية الاقتصادية، وتنمية رأس المال الفكري والاجتماعي" أما واجبات المواطن فتنطوي بدورها على نقاط أساسية أيضاً، وهي: الإخلاص والولاء واحترام النظام، الثقة بالنفس وأخذ المبادرة، والعمل التطوعي، التنوع والتعايش والتسامح، الحفاظ على البيئة والموارد والمكتسبات . كما تطرق إلى تجربة أرامكو الريادية في عالم الاقتصاد . حضر حفل الافتتاح، عضو مجلس الأمناء في مؤسسة الفكر العربي الأمير سلطان بن خالد الفيصل، والشيخ خليفة بن دعيج آل خليفة رئيس ديوان ولي عهد البحرين، والرئيس السابق لحكومة لبنان فؤاد السنيورة، والنائب في البرلمان اللبناني بهية الحريري، وحشد من وزراء الثقافة الحاليين والسابقين، وأعضاء مجلس أمناء مؤسسة الفكر العربي، وحشد كبير من الشخصيات الاجتماعية والثقافية والإعلامية . تناولت الجلسة الرئيسة "تجربة الحكومة الإلكترونية في الإمارات كنموذجٍ يُحتذى به على مستوى الشرق الأوسط والوطن العربي"، وألقى نائب مدير عام هيئة تنظيم الاتصالات لقطاع المعلومات والحكومة الإلكترونية في الدولة، سالم خميس الشاعر السويدي، كلمةً، شرح فيها أهمية الحوكمة الإلكترونية، والنتائج التي حققتها على مدى سنوات، في القطاعات الاقتصادية المختلفة، وأكد ضرورة التنظيم الحكومي الإلكتروني في دعم التنمية المستمرة، وفي تعزيز الثقة الخدماتية بين المواطنين والحكومة، ذاكراً عدداً من التجارب العالمية، مقارنةً بتجربة الحكومة الإلكترونية في الإمارات العربية المتحدة . واستعرض السويدي تجربة الحكومة الإلكترونية في الإمارات العربية المتحدة التي بدأت، حسبه، منذ سنوات ماضية، يوم انطلقت الإمارات في تقييم الدوائر الحكومية، وتسليط الضوء على تجاربها، وإخفاقاتها ونجاحاتها المتنوعة، وسطرت الإمارات منذ البداية قصة نجاحها كدولة قائدة عالمياً، وأخذت في الاعتبار الكثير من المعايير والقوانين التنموية المتطورة، كي تستفيد منها في المجالات الإدارية والتنفيذية، المتعلقة بعلاقة المواطن بدوائره الرسمية، واتسمت تجربة الحكومة الإلكترونية هذه بعدد من الصفات، أبرزها وضوح الرؤية، وتأمين دعم القيادة السياسية، من أجل الاطلاع على التطورات العالمية والمحلية، وطرح السياسات الملائمة في ضوئها . وتساعد تجربة الحكومة الإلكترونية على بناء الكفاءات والقدرات المحلية، وفي تغيير الممارسات والثقافة السائدة، خصوصاً الممارسة والثقافة الإلكترونية، التي تطال علاقة المواطن بالعالم الإلكتروني المتطور بشكل سريع . وخلص السويدي إلى نتيجة أساسية في كلمته، وهي أن "البيانات هي النفط الجديد"، الذي لا بد من استثماره والاستفادة منه في قضايا التنمية المستمرة . ضمت جلسة "فكر وأفكار" مجموعة من الشباب العربي المهتم بالشؤون والقضايا العامة، عبّروا فيها عن مبادراتهم الفردية واهتماماتهم، التي يسعون من خلالها إلى حمل مجتمعهم نحو التطور والتقدم، على كل الصعد الثقافية والصحية والاجتماعية والاقتصادية، وأدار الجلسة كل من عبدالمحسن محمد العجمي، وسمر المزغني . انعقدت خلال المؤتمر ورشة عمل تحت عنوان "البنية التحتية لأجيال مستقبلية"، حضرها مشاركون من العراق واليمن ومصر والسعودية والمغرب ولبنان، وقدّمها مدير إدارة البنية التحتية في مجموعة البنك الاسلامي للتنمية في جدّة، الدكتور وليد عبدالوهاب، وركّز خلالها على خمس نقاط: "واقع البنية التحتية في العالم العربي"، "أهمية البنية التحتية"، "فرص الاستثمار وأهم المستثمرين"، "التحديات والحلول في دور الحكومة والمواطن"، و"دور البنك الاسلامي للتنمية" . موضحاً أن البنية التحتية "ليست كناية عن مشاريع سيادية فقط، بل انها غاية ووسيلة، كما أنها تؤثر في نمو الاقتصاد، وتخفف من الفقر" . وعن واقع البنية التحتية في العالم العربي، أشار الخبير الاقتصادي إلى "أنها بعيدة عن الحد الادنى"، و"العالم العربي يعاني نقصاً في الاندماج والتكامل في الاقتصاد العالمي، يعود بسبب أساسي إلى شحّ الموارد" . وأضاف: "يصل حجم البنية التحتية في العالم إلى 16 تريليون دولار، تحصل الدول المرتفعة الدخل على ستين في المئة منه . وفي عام 2030 ستصل إلى ثلاثين تريليون دولار . أما حجم الاستثمار المطلوب في العالم العربي، فيصل إلى نحو مئة مليار دولار، ولكن الفجوة في تحقيق ذلك تتخطى الخمسين مليار دولار" . مقدماً أربعة اقتراحات في كيفية ردم هذه الفجوة . عصر تسارع المتغيرات يُعقد المؤتمر السنوي لمؤسّسة الفكر العربي للمرة الثالثة في إمارة دبي، وطرح المؤتمر العاشر العام الماضي: "ماذا بعد الربيع؟" . يتساءل المؤتمر خلال دورته 11 عن مستقبل العلاقة بين المواطنِ والحكومات؟، في عصرٍ تتسارع فيه الأحداث والمتغيرات، ويلعب فيه الشباب ووسائل الاتّصال الرقْمية أدواراً غير مسبوقة . ويكرّس المؤتمر في دورته الحالية ما تطمح إليه مؤسسة الفكر العربي في مدّ الجسور بين المواطن العربي الذي ينظر بعين المراقب في سبيل تواصل شفّاف مع حكومته . ويلعب "فكر11" هذا العام دور الوسيط الساعي الى عرضِ نماذجَ عملِ الحكومات الإلكترونية وأساليبَ إدارةِ المعرفة، وهندسة المعلومات الإلكترونية وتطبيقاتها، بما يخدمُ المواطنَ العربي، وبما يضمنُ الأمنَ لمعلومات الحكومة . إطلاق التقرير السنوي ال 5 للسنة الخامسة على التوالي، تُطلق مؤسّسة الفكر العربي تقريرها العربي السنوي للتنمية الثقافية في حفل خاص، أقيم في فندق جراند حياة دبي، بحضور الأمير خالد الفيصل رئيس مؤسّسة الفكر العربي، رئيس المجلس الوطني الاتحادي في دولة الإمارات محمد المر، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع عبدالرحمن محمد العويس، وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام ووزير الثقافة الدكتور سميح المعايطة، ورؤساء تحرير الصحف العربية الراعية للتقرير، ورؤساء المجامع اللغوية العربية، ونخبة من المثقفين والباحثين والأكاديميين العرب وكبار الإعلاميين . تكريم رؤساء التحرير في ختام الاحتفال قام الأمير خالد الفيصل بتكريم رؤساء التحرير الراعين للتقرير السنوي، وسلّمهم دروعاً تذكارية تقديراً لرعايتهم، واعتزازاً بالشراكة ما بين الثقافة والإعلام . أما المكرّمون فهم: رئيس تحرير صحيفة الرياض تركي السديري، الرئيس التنفيذي لمؤسّسة عُمان للصحافة والنشر والإعلان الدكتور إبراهيم بن أحمد الكندي، رئيس تحرير صحيفة البيان الإماراتية ظاعن شاهين، رئيس تحرير صحيفة الأيام البحرينية عيسى الشايجي، رئيس تحرير صحيفة الصباح المغربية خالد الحري، رئيس تحرير مجلة دبي الثقافية سيف المري، مدير عام مؤسّسة عسير للصحافة والنشر حاتم مؤمنة .