د. زيد علي الفضيل أشرت في مقال قديم بعنوان «اليمن في حقبته الجديدة من أين وإلى أين»، تم نشره عام 2008م في موقع المعرفة بشبكة الجزيرة نت، إلى أهمية الدور السياسي الذي لعبه الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر خلال مختلف مراحل الجمهورية اليمنية وحتى وفاته، حيث مثل نقطة ارتكاز محورية لمختلف تجليات الأحداث السياسية والاجتماعية لكونه أحد أقطاب صناع الدولة اليمنية الجديدة (الجمهورية)، وقطب رحى تماوج الحراك القبلي على مستوى قبيلته -حاشد- وعلى مستوى غيرها من القبائل اليمنية، والأهم لنفاذه إلى أروقة ودهاليز مؤسسات الدولة عبر ترؤسه لحزب التجمع اليمني للإصلاح، الذي أهّله لترؤس قبة البرلمان اليمني، وكان بذلك قد تحرر من قيد الإطار القبلي، وفتح له بابًا واسعًا على بهو السياسة الإقليمية والدولية. وفي ذات المقال تساءلت عن شكل وهوية الخارطة السياسية في اليمن من بعد وفاة الشيخ الأحمر؟ وهل بالإمكان أن يرث أحد أبنائه مشروعه السياسي ونهجه التكتيكي؟ وما حدود العلاقة بين مشروع الدولة والقبيلة في اليمن؟ وإلى أين ستتجه خارطة حزب الإصلاح التحالفية قبليًا؟ دون أن أقصي فكرة أن يُفكر قادة الإسلام السياسي في اليمن بالاعتماد على قوّتهم التنظيمية والحركية، التي اشتغلوا عليها كثيرًا خلال الفترة السالفة. كتبت ذلك قبل خمسة أعوام، وأزعم أن كثيرًا مما أشرت إليه لم يكن بعيدًا عن طبيعة مجريات الأحداث الجارية حتى يومنا هذا، ولم يكن ذلك تحذلقا أو ضربًا في الودع، وإنما كان نابعًا من استقراء علمي لواقع سياسي واجتماعي، ومعرفة بطبيعة كينونتها. واليوم وفي ظل ما يعيشه اليمن من مخاض عسير لإعادة بناء مشروع الدولة، وفق مبادئ المبادرة الخليجية وآلياتها المزمنة، التي يتم تنفيذها برعاية السيد جمال بن عمر المبعوث الخاص لأمين عام هيئة الأممالمتحدة، ألاحظ ابتعاد أبناء الشيخ عبدالله الأحمر جوهرا عن كنه وتيرة العمل المؤسسي، الذي يُشكل أهم ملامح الدولة المدنية الحديثة المراد تأسيسها في اليمن؛ لاسيما نجله المليونير الشيخ حميد، الذي كانت له الفرصة الكبرى لخلافة أبيه، لما يملكه من مكانة اقتصادية كبيرة، ناهيك عن علاقاته السياسية الواسعة، غير أن موالاته لسياسات الإخوان المسلمين الضيّقة المدى، وتنمية وحماية مشروعاته الاقتصادية بذهنية القبيلة وليس الدولة، قد حجبه عن رؤية المسار السياسي الصحيح، وجعله اليوم ينغمس في مستنقع من الدماء جراء نعرات عرقية بغيضة. وهو ما سيكون له على المدى القريب أثره السيئ على الصعيد العسكري والسياسي، لكنه حتما سيكون أحد أهم مخاضات ولادة الدولة المدنية الحديثة في اليمن مستقبلًا. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (51) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain