بقلم / جاكلين احمد الخميس 2013-09-05 04:59:08 جاكلين احمد بالمفهوم العام للحراك هو ان يتم تحريك الشارع الساكن الذي طاله ماطاله من ظلم ونهب وسلب حقوق .. وان يصرخ اصحاب المظالم عاليا حتى يسمعهم ظالمهم وناهب حقهم .. .. وكنا سنتفهم ذلك الحراك لو كانت اركانه اتية من البسطاء من ابناء الشمال الذين عاثت القبيلة وقهرها فسادا في حياتهم .. لو ان ذلك الحراك جاء كصرخة( لصحاب البسطة او المفرش او صاحب الشاوارما او السمبوسة ..) الذين فقدوا قوت يومهم في عدن بعد ضلوع شخوص بعينهم في الزج بهم في صراعاتهم وهم لاحول لهم ولاقوة .. او عذرناهم او لربما تضامنا معهم وبشدة لو كانوا من اولياء دم لشباب غدروا في ارواحهم بثأر او بعنجهية عرس .. او اغتصاب ..و لكان الجميع ثار لهم وساندهم ..وسيكون مضمون ومفهوم حراك وسلمي حينها له اركان واهداف مقبولة ودوافع مستساغة . لكنه حراك شمالي سلمي يقوده سفراء و وزراء وتجار ..ويثورون ضد استفزاز ابناء الجنوب و مطالباتهم التي قرعت جرس الانذار لديهم .. والمضحك اننا نرى عملية عكسية الظالم يثور على المظلوم في فصل هزلي جديد وبترويج اعلامي مضحك ومبررات تذكرني بعبارة (ضربني وبكاء سبقني واشتكا) .. يعلم الجميع ويفهم جيدا ان حراك اصحاب الجلالة الذي يحشدون له ليس ثأرا لمواطن مسكين ولا مغلوب على امره ضاق به الحال .. جل الموضوع انهم استفاقوا على كارثة ستحط على رؤوسهم وتغير خارطتهم وتخطيطهم .. فكل ما وصلهم عبر الفيد والتسلط ووضع اليد من اراضي عدن وعقاراتها سيضطرون لتخلي عنه إثباتا لحسن النوايا وليعود الحق لاصحابه طالما وانه قد جاء الوقت لاستعادة الحقوق في الجنوب .. فعمد المتضررين الى سياسة (خذوهم بالصوت ليغلبوكم) .. ونبش حال الجنوب الاقتصادي والسياسي قبيل الوحدة وكون الشمال كان قارب النجاة الذي انقذ الجنوب من الغرق.. وكيف ان الشمال كان جنة الله على الارض .. وانه كان يعيش في رخاء ونعيم لامثيل له وان ما يعانيه الشمال اليوم انما هو بسبب الجنوب وما القاه على عاتق الشمال من عبء اقتصادي .. يبدو ان اصحاب الجلالة يقيسون بحبوحة الوطن وفقره حسب مقياس ريختر لكروشهم وجيبوهم فمتى امتلأت كروشهم وجيوبهم كان الوطن في نعيم ومتى خفت موازينها اصبح الوطن يعاني فقر مدقع .. يلوحون بكرتهم المحترق (يحكموننا في صنعاء ويطردونا من عدن ).. صبروا على حكم علي صالح ثلاثين عاما وكانوا يغضون الطرف عن مايهدره من اموال الشعب ومستحقاته طالما وانه يصب في نهاية المطاف في اوعيتهم...بينما يتربصون لهادي ومن تبعه من الجنوبيين رغم ان فيهم من يصب في مجراهم ..ولم يمضي من المدة الا اقل من السنتين .. هي البذرة التي ترفض كل شيء جنوبي حتى لو انه تحت طوعهم ... هم يعلمون جيدا ان من يحكمهم في صنعاء او شاركوا في الحكم في صنعاء سابقا من المغضوب عليهم في الجنوب حيث ان الشارع الجنوبي لايسره حكم الجنوبيين في صنعاء عوضا عن مطالبات ورسائل تصلهم مطالبة بالتحني والعودة الى الجنوب بمعنى ان من يحكمونكم وحكموكم في الشمال ليس لهم اي قاعدة شعبية جنوبية وان وجودهم إنما هو فعل فردي منهم ولعبة ابليس من قواعد الشر في الشمال ..حتى تلك العقارات والاراضي التي امتلكها الجنوبيين في صنعاء لم يكن امتلاكها لهم عبر الفيد ووضع اليد إذ ان غالبيتها كانت نتيجة استحقاق اصحابها بالحصول عليها وليس سرقتها او نهبها.. اعتقد انه لم يعد بالامكان العودة الى الوراء .. لان الحياة لاتهدي للانسان آلة الزمن .. ولو كان ذلك لفضل الجميع ان يبقى الحال على ماهو عليه قبل 90 .. ولكنا افضل حال ممانحن عليه الان ولما اهتز اقتصاد الشمال المزعوم بسبب عبء الجنوب ولا قتلت المنظومة الاجتماعية والتعليمية والصحية التي كان يمتاز بها الجنوب .. علينا ان نوقن ان لاشيء بالاكراه وان الحماقات لاتولد الا دمار .. ولا اظن انه مازال ينقصنا الكثير من دماركم ايها العابثون .. 145