قال الرئيس الامريكى كي باراك أوباما في ختام قمة مجموعة العشرين امس إنه سيخاطب الشعب الأميركي الثلاثاء المقبل حول سوريا، مؤكدا أن العمل العسكري المحدود سيكون رادعا قويا لنظام الأسد.وكشف أن «قرار العمل العسكري المحدود جاء بعد استشارة قادة الجيش».وأوضح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده لا تريد الانجرار إلى حرب على سوريا، مشيرا إلى أن موسكو ستواصل دعم دمشق بنفس المستويات الحالية في حالة التدخل العسكري الخارجي.ووصف أوباما لقاءه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأنه كان صريحا وبنّاء، لكنه أوضح قائلا «لم أتوقع أن أتفق مع بوتين على رأي واحد بشأن سوريا»، وأضاف «اتفقت مع بوتين أن لا حل في سوريا سوى عبر الانتقال السياسي».وأوضح أوباما أن العالم لا يستطيع أن يقف ساكنا بشأن ما يجري في سوريا، وأن الوقت قد حان لكي يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه سوريا.وأعلنت الولاياتالمتحدة أمس الجمعة، أنها تخلت عن محاولة العمل مع مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا، واتهمت روسيا باتخاذ المجلس رهينة والسماح لحلفاء موسكو في سوريا باستخدام الغاز السام ضد أطفال أبرياء. فيما، حذرت روسياالولاياتالمتحدة أمس، من مخاطر توجيه ضربات إلى مخزونات من المواد الكيميائية في سوريا، في بيان صادر عن وزارة الخارجية. بينما، نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن مصدر بالبحرية الروسية قوله، إن «روسيا سترسل سفينة إنزال ضخمة تجاه الساحل السوري». ونسبت الوكالة إلى المصدر قوله «سترسو السفينة في نوفوروسييسك حيث سيجري تحميلها بشحنة خاصة وستتجه إلى منطقة الخدمة العسكرية المحددة في شرق البحر المتوسط». من جهتها، قالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إن «الرئيس الصيني شي جين بينغ أبلغ نظيره الأمريكي أمس الجمعة بأنه لا يمكن حل الأزمة في سوريا إلا من خلال الحل السياسي وليس بالهجوم العسكري». ونقلت الوكالة عن شي قوله في اجتماع مع أوباما على هامش قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبرج في روسيا «الحل السياسي هو الطريق الصحيح الوحيد للخروج من الأزمة السورية، والضربة العسكرية لن يمكن أن تحل المشكلة من جذورها». وأضاف «نتوقع من دول معينة أن تعيد التفكير قبل التحرك».وأعلن الرئيس الامريكى مجددا قناعته بأن «نظام الأسد يشكل تهديدا للأمن والسلم العالميين»، وأن ما يقوم به نظام الأسد يبعث برسائل سلبية لدول عديدة وهو أنه «لا عقاب لمن يستعمل السلاح المحرم دوليا». وأكد أوباما أن النظام السوري استخدم الكيماوي ضد شعبه ويمثل تهديدا لجيرانه.وبشأن الجدل حول توجيه ضربة عسكرية لسوريا، أوضح أوباما أن هناك اعترافا متزايدا من قادة العالم بضرورة محاسبة نظام الأسد، وأكد بقوله «سأواصل استشاراتي مع مجلس الشيوخ وسأخاطب الشعب الأميركي يوم الثلاثاء وسنعمل على ردع مثل هذه السلوكيات».وبخصوص لقاء العشاء الذي جمع قادة العالم مساء الخميس، قال أوباما «أغلب القادة الذين التقيناهم يقولون إن الأسد هو المسؤول، لكن الانقسام يخص ضرورة التحرك عبر مجلس الأمن، وأنا ضمنهم داعم للأمم المتحدة وأتطلع إلى تقرير الأممالمتحدة حول استخدام الكيماوي في سوريا».وأضاف أوباما «لكن من وجهة نظري أفضل العمل عبر قنوات متعددة الأطراف، منها الأممالمتحدة، لكنني مؤمن أكثر بأن مهمتي الخاصة هي رعاية الأمن القومي للولايات المتحدة.. وأنا انتخبت رئيسا للولايات المتحدة لوقف الحروب وليس لإشعالها».من جهته أوضح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس أن بلاده لا تريد الانجرار إلى حرب على سوريا، مشيرا إلى أن موسكو ستواصل دعم دمشق بنفس المستويات الحالية في حالة التدخل العسكري الخارجي.ولدى سؤاله في نهاية قمة لمجموعة العشرين عما إذا كانت روسيا ستساند سوريا في مثل هذه الظروف، لم يشر بوتين إلى الدفاع عن سوريا أو زيادة المساعدات العسكرية لها.وقال الرئيس الروسي «هل سنساعد سوريا؟ نعم سنساعدها. ونحن نساعدهم الآن. نمدهم بالأسلحة ونتعاون في المجال الاقتصادي وآمل أن نتعاون بشكل أكبر في المجال الإنساني..لتقديم المساعدة إلى هؤلاءالناس المدنيين الذين يكابدون وضعا صعبا اليوم.»وأبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رفضه مجددا توجيه ضربة للنظام السوري، مؤكدا في مؤتمر صحافي ببطرسبورغ الروسية، أن «هناك انقساما بين المشاركين بشأن الضربة على سوريا».وقال بوتين إن «استخدام القوة ضد دولة ذات سيادة مرفوض خارج إطار مجلس الأمن»، وأن «الدول الداعمة للضربة العسكرية ضد سوريا تخالف القانون الدولي».وحسب الرئيس الروسي، فإن «الأحداث في سوريا والشرق الأوسط تنعكس على الاقتصاد العالمي»بدورها، أوضحت وزارة الخارجية الروسية أننا «ننظر بقلق خصوصًا أن بين الأهداف المحتملة للضربات مواقع بنى تحتية عسكرية تضمن أمن الترسانة الكيميائية السورية». وتابع البيان «نحذر السلطات الأمريكية وحلفاءها من أي ضربة لهذه المواقع الكيميائية والمناطق المجاورة لها»، معتبرة أن ذلك سيشكل «منعطفًا خطيرًا» في الأزمة السورية. وقالت الوزارة «سيكون هناك خطر انتشار مواد عالية السمية مع ما يترتب على ذلك من تبعات على السكان المدنيين والبيئة». وأضافت «كما لا يمكننا أن نستبعد أن تعطي مثل هذه الأعمال المتهورة للمتمردين والإرهابيين إمكانية الوصول إلى أسلحة كيميائية»، (حسبما قالت)، مشيرةً إلى مخاطر «انتشار السلاح الكيميائي ليس فقط في سوريا بل كذلك خارج البلاد». بدورهم، اتفق وزراء الدفاع الأوروبيون أمس الجمعة في فيلنوس على أنه تم استخدام أسلحة كيميائية في 21 أغسطس في سوريا وعلى وجود «مؤشرات كثيرة» إلى مسؤولية النظام في الهجوم، على ما أعلن وزير الدفاع الليتواني. وقال يوزاس اوليكاس الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي إن «جميع الوزراء نددوا باستخدام أسلحة كيميائية» واتفقوا على «وجوب أن يتحمل الذين استخدموها المسؤولية»، مؤكدًا وجود «مؤشرات كثيرة تسمح لنا بالاستخلاص بأن الاسلحة الكيميائية استخدمها النظام» السوري. وردا على سؤال حول الخلافات بين البلدان الاوروبية، قال «ليس هناك رد موحد على الوضع في سوريا، ولهذا السبب عبرنا عن آراء مختلفة». وبعد وزراء الدفاع، سيجتمع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي اليوم في فيلنيوس، سعيا وراء موقف مشترك حول الرد الذي يتعين اعتماده. وستدلي وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون ببيان اليوم السبت في ختام الاجتماع الذي دعي الى المشاركة فيه وزير الخارجية الامريكي جون كيري. الى ذلك قالت رئيسة لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ الامريكي إن «قرص فيديو مدمجا (دي.في.دي) أعدته وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.ايه) ويحمل تسجيلات فيديو من على موقع يوتيوب لضحايا هجوم مشتبه به بالأسلحة الكيماوية في سوريا «مفزع». وقالت السناتور ديان فينستاين وهي ديمقراطية أمس إنها كانت قد طلبت من الوكالة إعداد (دي.في.دي) للمشرعين يظهر أدلة على أن الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيماوية ضد شعبها.