نكاد نسقط من أمانينا وتطلعاتنا كل ما صدحت به حناجر أعضاء المجالس البلدية بالأمس من وعود معسولة وبرامج مخملية، تصدرت عناوين حملاتهم الانتخابية! فمنذ أن منحهم الناخبون الثقة لرسم ملامح مستقبل جديد أدار معظمهم ظهورهم لناخبيهم وأمانيهم! فحلت خيبة الناخب لتعيده لعهده الأول باستخدام أدواته التقليدية في المطالبة بحقوقه من الخدمات والمتطلبات الحياتية باجتهادات تصيب هنا وتخطئ هناك! بعد إصرار معظم مكونات المجالس البلدية "السلبية" على إرجاع أسباب نكثهم بالوعود لعقبات وعراقيل تحول بزعمهم دون وضعها على أرض الواقع وعلى المسار المؤدي لآخر النفق والضفة الأخرى! الحالة في مجلس جازان البلدي أنتجت مؤخراً مقاطعة الأهالي اجتماعاً دعاهم له في إطار تنفيذي لبند من اللائحة الداخلية المنظمة لأداء إداري صرف، لا يشكّل المواطنون بحضورهم فعالياته أكثر من هدف لعدسات الكاميرات والصحافة من أجل تغطية إعلامية ساذجة، تبارك محاضر اجتماعات مسبقة الطبع! وقد جاء القول الفصل في تعليق لأحد الأعضاء على الوضع بقوله: لقد انتُخبنا وها نحن نخوض تجربة سنرويها بسلبياتها لأجيال قادمة، ولا يعنينا ما يقوله عن أدائنا الناخبون! نتفق أن اللائحة المنظمة لتشكيل وتسيير أعمال وفعاليات المجالس البلدية تشي سلفاً بمحدودية دور العضو المنتخب، الذي لا يتعدى وضع التوصيات! بينما تخضع القرارات لآلية التصويت التي تؤول لصالح نصف الأعضاء "المعينين"! وإن ابتهجنا بنجاح التجربة الانتخابية في إيصال ممثلي الناخبين لمقاعد المجالس إلا أن تلك الخطوة لم تعد غاية المراد، ولا منتهى الطموح عند أي من أطراف المعادلة! ولا تعفي عضو المجلس من العودة إلى قواعده الانتخابية لاطلاعها على ما أُنجز وما تعذر إنجازه والكشف عن أسباب ومَوَاطن الخلل والقصور والعثرات كحق من أبسط حقوق الناخبين وأبجدياتها! فالمنطقي أن تجد المرشح الذي أقنع المئات بكفاءته وأحقيته وجدارته بتمثيلهم لا يعجزه تخصيص ساعة من وقته "الثمين" للالتقاء بهم إن أراد وإطلاعهم على واقع أدائه وما يعتريه من سلبيات، بدلاً من "تأبط البشوت" والمنافسة على تحطيم أرقام حضور الولائم الرسمية والجلوس بمقاعد الصفوف الأولى لضمان التعرض لومضات الفلاشات ونشرات العلاقات العامة مع الاكتفاء بتواصل اجتماعي (خجول) من خلف الستار! وقد آن لمجالسنا البلدية أن تخلص من مجمل تجربتها (المبتسرة) برؤى تطويرية للوائحها بقدر تتيح للأعضاء مساحة كافية لتنفيذ اليسير من برامجهم والممكن من أحلام وأماني ناخبيهم، الذين طال أمد انتظارهم لما دبجته خطابات دعائية تلعثمت على منبر اللائحة! وليقف المواطن على موطن الخلل، سواء كان في اللائحة أو في تطبيقها أو فيمن يتعاطون تنفيذ بنودها! وحتى تكون سلبية أعضاء المجالس حجة لهم لا حجة عليهم!!