سنظل نذكر طلال مداح اليوم (وكل يوم) ونحن نسمع ونشاهد المستوى الهزيل للفن اليوم والبُعد عن الغناء الأصيل بقيادة فنانين كل همّهم -ولازالوا- الجشع والمتاجرة بالفن.. نترّحم على مؤسّس الأغنية السعودية طلال مداح مطرب العرب يرحمه الله لأنه من الكبار الذين أفنوا حياتهم في تقديم كل ما هو أصيل ولم يتاجر بفنه الأصيل أبدًا.. فليت هؤلاء الذين يسيئون للفن الأصيل أن يتعلموا من مدرسة طلال فنيًا وأخلاقيًا.. ولكن كيف يتعلمون وهم يعيشون (وهم) بأنهم كبار وهم في الحقيقة صغار في مدرسة الأستاذ طلال مداح هذه المدرسة التي ستظل مفتوحة لكل المبتدئين ولكل المدّعين ولكل من أراد أن يتعلم الفن والطرب الصحيح بعيدًا عن المتاجرة بالفن والأخلاق والإدعاءات الكاذبة.. تعلموا من مدرسة طلال لعلكم تستفيدون فيما تبقى لكم. * * * سيبقى طلال مداح يرحمه الله اسمًا خالدًا بعطاءاته وإبداعاته وبسمو أخلاقه الإنسانية الرائعة وتواضعه وحبه للخير، وستبقى سيرته دائمًا نذكره ونترّحم عليه بالمغفرة والخير والحب، لأننا فعلا افتقدناه في هذا الزمن الفني الرديء الذي نشاهد فيه ونرى من يسيئون للفن الأصيل بتصرفاتهم وأفعالهم وكل ذلك من أجل الريالات والدراهم والدولارات، وهذه أمور ليست غريبة عليهم منذ عرفناهم، ولكن لم نكن نتخيّل أن ينكشفوا على حقيقتهم بهذا الأسلوب المسيء الرديء، ومن أجل ماذا؟؟ من أجل حفنة ريالات رخيصة!. سيبقى اسم الراحل الكبير مؤسّس الأغنية السعودية طلال مداح اسمًا لامعًا نقيًا، فكل من عرفه ومن لايعرفه يشهد له بذلك، فقد ظل طوال عمره يضع فنه الأصيل وإبداعاته الخالدة أمام عينه ليقدمها بأصالته وعراقته وحسه الفني الرفيع، ولم يرضخ (مثل غيره اليوم) للمطامع المادية، ولم ينزل بفنه الأصيل درجة واحدة، بل لقد ارتقى بالفن، فيما نشاهد اليوم من جعلهم الفن الرخيص أضحوكة رخيصة بتصرفاتهم الطائشة من أجل «شيك»!!. رحمك الله يا طلال مداح.. حتى وأنت في العالم الآخر، تقدم الدروس الإبداعية في الفن والأخلاق والإنسانية، فتعلموا يا من تلهثون وراء «المادة»، يا من أسأتم للفن الأصيل بتصرفاتكم وأفعالكم وأعمالكم الفنية الهابطة.. تعلموا من مدرسة الراحل طلال مداح يرحمه الله، فهذه المدرسة هي المعنى الحقيقي للإبداع والفن الأصيل. * * * أحيانًا تمر علينا (بسرعة) أخبار غريبة وغير مفهومة وغير واضحة وتحتاج لتفاصيل أدق، فمثلا قرأت قبل يومين خبرًا أراه من وجهة نظري الشخصية من الأخبار الغريبة التي تحتاج الى شرح وتوضيح، والخبر كما بثته وكالة الأنباء السعودية (واس) يقول أن هيئة السياحة والآثار عقدت اجتماعًا مع مسؤولين يابانيين وتم الاتفاق معهم على بحث التعاون معهم في مجال الفنون الشعبية والحِرف اليدوية. وبحسب تصريح مسؤول ياياني -كما جاء في الخبر- فإنه قال أن هناك إمكانية الاستفادة من المختصين اليابانيين في مجال تطوير الفنون الشعبية والحِرف والصناعات اليدوية في المملكة من خلال الوكالة اليابانية للتعاون الدولي في المملكة "جايكا". سبب استغرابي من هذا الخبر هو أنه غير واضح، فهل هذا يعني أن اليابانيين سوف يعلموننا كيف نؤدي الخبيتي والمزمار والعرضة؟؟ وهل هذا يعني أننا ظللنا كل السنوات الماضية نؤدي ألواننا ورقصاتنا الشعبية خطأ، وجاء الوقت لتصحيح الوضع على يد السادة الياينيين؟؟ وأضاف المسؤول الياباني -بحسب الخبر- أنه اطلع على فنوننا الشعبية وزار الجنادرية وأنه يرغب في الاطلاع أيضًا على مزيد من ألواننا الشعبية!. يعني الأمر جدّي (ما في مزح)، فاليابانيون جادون فعلا في تعليمنا فنوننا الشعبية بناء على رغبة هيئة السياحة!! ونضف إلى فنوننا الشعبية أيضًا مجال الحِرف اليديوية، ونفسي أفهم ماذا يحتاج هذا المجال لكي نتفاهم فيه مع اليابانيين!!. ألا ترون معي أنه أمر غريب جدًا أن نصل (كما يريد البعض) إلى درجة لا نعرف فيها كيف نتعامل مع تراثنا، ونطلب من الأجانب أن يعلموننا تراثنا؟!!. إحساس يا قمر تونس تراني.. في الهوى غضًا رطيب ماني متعود أعاني.. لوعة الحب الغريب ما في زيك في البساطة.. حشمتك آخر كمال كل حاجة فيك طبيعي.. شي ما فيه ابتذال (العيون التونسية)