رأى "أنتوني كورديسمان"، المحلل العسكري وأستاذ كرسي أرليج بورك في الشؤون الاستراتيجية بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الاميركي، ان اميركا بحاجة لمليار دولار شهريا لاقامة منطقة حظر الطيران فوق سماء سوريا، وأن الهجمات المحدودة ستحد من الدعم المفتوح الاميركي للمتمردين. واشنطن (فارس) وقدم كورديسمان في الجزئين الاول والثاني تحليلا للوضع فى سوريا وإمكانية التدخل العسكرى فيها، حيث قال إن اميركا لديها خيارات صعبة فى سوريا. وحتى لو تدخلت عسكريا، فقد فات بالفعل أوان الخيار الأفضل. لانها لم تتدخل عندما كان المتمردون في أفضل حالاتهم، ونظام الأسد في أضعف حالاته، وربما كان من شأن الدعم الاميركي المحدود، للفصائل المتمردة التي كان يسيطر عليها المعتدلون في ذلك الوقت، الإطاحة بالأسد من دون تقسيم سوريا على أسس طائفية وعرقية. والواقع أن أي خيار الآن يجب أن يراعى أن الأسد الآن صار أقوى كثيرا. وفيما يلي الجزء الثالث من هذا التقرير: **على اميركا استهداف المضادات الجوية، البرية، الصاروخية والبحرية السورية - تنفيذ هجمات محدودة عن بعد الجنرال ديمبسي يصف خياره الثاني كالتالي: "يستخدم هذا الخيار القوة المميتة لضرب أهداف تمكن النظام القيام بعمليات عسكرية، صناعة الأسلحة المتطورة، والدفاع عن نفسها. وتشمل الأهداف المحتملة لهذا الخيار القوة الجوية، البرية، الصواريخ، والقوات البحرية، فضلا عن المنشآت العسكرية الداعمة ومراكز القيادة. ويجري استهدافها بواسطة الغارات الجوية والصواريخ. قواتنا الجوية ومن اجل تحقيق هذا الهدف بحاجة الى مئات الطائرات والسفن والغواصات، وسائر المعدات الأخرى. ووفقا لمدة تنفيذ هذه العمليات، فإن التكاليف ستتخطى المليارات. ويرى التقرير ان هذا الخيار ومع مرور الوقت، سيترك تأثيره على شكل تقويض قدرات النظام والانقسامات. كما ان هناك خطرا يتمثل في أن النظام يمكن أن يصمد أمام الضربات المحدودة عن طريق نشر قواته في مناطق مختلفة. كما ان هناك احتمال القيام بهجمات انتقامية من قبل النظام. ** الهجمات المحدودة ستحد من الدعم المفتوح الاميركي للمتمردين ويعتقد كورديسمان ان هدف ديمبسي من عرض هذا الخيار هو طرح أسوأ الخيارات. فتنفيذ ضربات محدودة لحماية او مساعدة المتمردين شيء، والقيام بإجراء يمكن ان يحقق خيارات المتمردين، دعم الحلفاء، أو خيار سياسي او اعلان حرب شاملة شيء آخر. فالجنرال ديمبسي يفترض أن القوات العسكرية السورية موحدة وفعالة الى درجة انه لا يمكن عقد الامل على انهيار النظام او وقف دعمها الاسد ما لم يتم استهداف جميع مفاصلها. ويقول الكاتب انه نظرا للتاريخ السياسي والعسكري في سوريا، فإن هذه الفرضية هي أسوأ الفرضيات المحتملة، ويزعم ان قيام الولاياتالمتحدة بعمل عسكري أقل شدة وقسوة بكثير سيؤدي الى تشتت وفرار الكثير من عناصر من القوات السورية، لا سيما إذا تعاونت القوات العربية الأخرى معها. لكنه يعود ليستدرك بالقول انه ليس من المنطقي، ان تهاجم القوات الاميركية اي شيء يقع امام ناظريها نظرا الى مستوى شعبية المتمردين ومدى امكانية تقدمها، وكذلك مشاعر الرأي العام الاقليمي والدولي. باختصار، ينبغي القول ان هذا الخيار المقترح هو اشبه بالسفسطة بدلا من كونه خيارا جديا. ** اميركا بحاجة لمليار دولار شهريا لإقامة منطقة حظر الطيران - إنشاء منطقة حظر الطيران الخيار الثالث الذي يقدمه ديمبسي هو كالتالي: "في اطار هذا الخيار تستخدم القوة المميتة لمنع النظام من استخدام طائراته العسكرية لقصف وإمداد قواته. القيام بمثل هذا الإجراء سيشل المنظومة الدفاعية السورية المتكاملة والمتطورة ويفقد النظام تفوقه الجوي. كما ان هذا الخيار سيسمح باستهداف طائرات العدو والمطارات الحربية، والطائرات الموجودة في المطارات وكذلك البنى التحتية الداعمة. وهذا الخيار بحاجة الى مئات الطائرات التي تنطلق من الأرض والبحر، والإسناد الإستخباراتي والدعم الإلكتروني، ومعدات التزود بالوقود والإتصالات. التكاليف المقدرة لهذه العملية هي 500 مليون دولار في البداية، وكحد وسط مليار دولار شهريا على مدار السنة. ** تدمير القوات الجوية السورية لايضمن فوز المتمردين ان هذا الخيار بإمكانه القضاء على جميع قدرات النظام في مجال قصف معاقل المتمردين وكذلك صيانة قوته الجوية. لكن مخاطره تتمثل في فقدان طائرات اميركية، وهو ما يتطلب منا إدخال قوات مساندة. كما انه لا توجد اي ضمانات بأن تؤدي هذه العمليات الى وقف العنف في سوريا او تزيد من حظوظ فوز المتمردين ، وذلك لأن الحكومة السورية تعتمد بشكل كبير على نيران مدافع الهاون، والمدفعية، والصواريخ لفرض هيمنتها". تحذيرات ديمبسي حول حجم وتكلفة هذه العمليات تلحظ مرة اخرى فرضية التدخل الاميركي الأحادي والقيام باستهداف كل المنظومات الدفاعية السورية. ولاشك ان اميركا يجب أن لا تستهين بقدرات سوريا، أو تغفل عن جاهزيتها لمواجهة الحالات الطارئة. ولكن في نفس الوقت فإن اميركا بحاجة الى تقييم يتسم بالواقعية حيال القدرات السورية واستعدادها للقتال والحصول على دعم ومساعدة الحلفاء. ولا يمكن الاستنتاج مما قيل ان تحذيرات ديمبسي لا تتسم بالاهمية، بل اننا فقط نحاول تقييم كل خيار على حدة. ** القوات النظامية السورية تتكون في غالبيتها من الجنود والسنة خلافا للخيارات السابقة المطروحة من قبل ديمبسي فإن هذا الخيار ينظر الى ايجاد منطقة "حظر الطيران" تغطي المناطق التي يسيطر عليها المتمردون او التي تجري فيها اشتباكات ضارية وليس البلد بأكمله، كما يجب الاعلان منذ البداية ان الهدف هو ايجاد منطقة "حظر الطيران" وليس تدمير المنظومات الدفاعية السورية. وينوه ديمبسي لشرح هذا الخيار الى الملف الليبي حيث انتهى خيار ايجاد منطقة "حظر للطيران" الى ايجاد مناطق عازلة. ويمكن تدمير مصادر النيران السورية التي تتكون من المدفعية ومدافع الهاون، والدبابات والعناصر الموالية للنظام التي تتفوق على المتردين بسهولة (حسب زعم التقرير) عبر القيام بعملية عسكرية محدود نسبيا. وفضلا عن ذلك فإن القوات النظامية السورية، تتكون من المجندين وإلى حد كبير من السنة. ولذلك فإن القوات الموالية للنظام مهما كانت المناصب التي تتبوأها حساسة، إلا ان دورها في توجيه النيران الارضية سيكون ضئيلا جدا. /2926/