كشفت تقارير إخبارية أمس الأربعاء، أن وفدًا دبلوماسيًا عسكريًا إيرانيًا، التقى سرًا قبل أيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأبلغه أن طهران «ستدخل الحرب بكل ثقلها عند انطلاق أول صاروخ أميركي على سورية، حتى لو سقط في الصحراء». ونقلت صحف دولية أمس عن مصادر وصفتها بأنها مصادر موثوقة في القيادة الإيرانية القول: إن طهران «فوجئت، كما فوجئ الجميع بالموقف الروسي، الذي عبر عنه وزير الخارجية سيرجي لافروف مع بدء قرع طبول الحرب الأميركية يوم أعلن أن بلاده لن تكون جزءًا من المواجهة العسكرية»، كاشفة عن أنه على «إثر هذا الموقف، أرسل المرشد الأعلى السيد علي خامنئي وفدًا رفيع المستوى من القيادة الإيرانية، ضم شخصيات دبلوماسية وعسكرية للقاء الرئيس بوتين، وهو ما تم بسرية تامة»، وتحدثت المصادر الإيرانية عن أن بوتين «سمع كلامًا حاسمًا بأن القرار الإيراني لا يضمر أي مناورة ولا رجوع عنه، وهو قرار مصيري اتخذته طهران وستتحمل نتائجه أيًا تكن، لأن سورية جزء من الأمن القومي الإيراني ومن غير المسموح ضربها وإضعافها أولاً، ولأن الضربة التالية ستكون في قلب إيران ثانيًا»، وأشارت المصادر إلى أنه «عندما لمس بوتين عزم طهران الدفاع عن الأسد، عدل موقفه السياسي على النحو الذي يمكنه من لعب دور متوازن لتجنيب المنطقة حربا»، وخلصت هذه المصادر إلى القول إنه «لا يمكن الآن ترجيح كفة الحرب ولا ترجيح كفة اللا حرب، لكن إيران ما زالت تتصرف على أساس أن الحرب واقعة، وقرار خامنئي الذي يُطبق بحذافيره هو الدفاع عن سورية، مهما كلف الأمر». من جهته، عبر المرشد الإيراني علي خامنئي أمس الأربعاء، عن شكوكه حيال الموقف الأميركي إزاء الأزمة السورية، منتقدًا سلوك واشنطن في علاقاتها مع البلدان الأخرى. وقال خامنئي في كلمة ألقاها خلال استقباله مسؤولي بعثة الحج الإيرانية وقطاعات مختلفة: «إن أميركا ترى الدفاع عن مصالحها عملاً مشروعًا، حتى لو كان ذلك على حساب غيرها، وإذا كان الأمريكيون جادين في توجهاتهم الأخيرة، فذلك يعني التراجع عن النزعة الأحادية الخاطئة والضجيج والتهديد بإشعال نيران الحرب والغارات في المنطقة، الذي أثاروه خلال الأسابيع الماضية». بدوره، أعرب الرئيس الإيراني حسن روحاني، عن تفاؤله بانكماش «احتمال وقوع هجوم عسكري أميركي على سورية، معتبرًا بأن ذلك لا يعني أن المخاطر قد أزيلت تمامًا». وأكد روحاني ترحيب إيران بأي اقتراح أو مبادرة على الصعيد الدولي، وفي إطار القوانين الدولية للحد من وقوع الحرب. مشددًا على موقف إيران المعارض لاستخدام أسلحة كيميائية وضرورة نزع هذا السلاح من المنطقة برمتها، وقال: «طهران انضمت إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية وعلى الجميع الانضمام إليها، ولو اندلعت حرب في المنطقة فإنها ستحمل مخاطر شديدة للغاية، وستترك تأثيرات مدمرة وستطال نيرانها البادئين بها بالدرجة الأولى، ومن البديهي أن إيران ستقدم الدعم الإنساني للشعب السوري». إلى ذلك، قال محمد تقي كروبي (نجل الإصلاحي المعتقل مهدي كروبي رئيس البرلمان الإيراني الأسبق): إن المرشد خامنئي نقل ملف احتجاز والده مهدي كروبي وزعيم جبهة الخضراء الإصلاحية مير حسين موسوي وزوجته زهراء رهنورد، إلى المجلس الأعلى للأمن القومي لاتخاذ قرار نهائي، إزاء هذه الشخصيات المعارضة التي بقيت في الاحتجاز لمدة (950 يوما) بعد احتجاجات 2009 التي اجتاحت إيران عقب إعلان نتائج فوز الرئيس أحمدي نجاد». وأوضح تقي كروبي على موقعه في الفيسبوك وموقع (سحام نيوز) بأن «الشيخ هاشمي رفسنجاني رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، طلب من المرشد ضرورة وضع نهاية لاحتجاز هؤلاء القادة»، وأشار إلى التغييرات في رئاسة المجلس الأعلى للأمن القومي ومجئ الأدميرال الإصلاحي علي شمخاني، أمينًا للمجلس بدلاً من سعيد جليلي، وتوقع حصول نتائج إيجابية، خاصة وأن شخصيات إصلاحية مثل الرئيس خاتمي وأبناء أسرة قائد الثورة كلها تطالب بالإفراج عن زعماء المعارضة الإصلاحية، يشار إلى أن المرشد خامنئي طالب في آخر جلسة مع الطلبة الجامعيين بضرورة اعتذار القادة عن الاحتجاجات وسحب اتهاماتهم بتزوير الانتخابات عام2009. على صعيد آخر، ومنذ فوز الرئيس المعتدل روحاني والمناصب الحكومية تشهد إطلالات جديدة للإصلاحين بعد غياب 10 سنوات من عهد الرئيس نجاد، وقد تنفس الإصلاحيون الصعداء وهم يرون الرئيس روحاني يعزز مواقعهم في الحكومة، إذ تم تعيين الأميرال علي شمخاني سكرتيرًا للمجلس الأعلى للأمن القومي خلفًا لسعيد جليلي، ومعصومة ابتكار نائبًا للرئيس ورئيسة لمنظمة حماية البيئة. وشغلت ابتكار المنصب ذاته خلال ولايتَيْ الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي (1997 - 2005)، وكانت أول نائب للرئيس في إيران. وستكون ابتكار ثاني امرأة في منصب نائب لروحاني، بعد إلهام أمين زاده، نائب الرئيس للشؤون القانونية. أما شمخاني فكان وزيرًا للدفاع خلال ولايتَيْ خاتمي، ووزير ل»الحرس الثوري» في حكومة مير حسين موسوي. وخلال عهد الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني، قاد القوات البحرية في الحرس والجيش. المزيد من الصور :