من طه عودة إسطنبول - 12 - 9 (كونا) -- انطلقت هنا اليوم أعمال المؤتمر الدولي حول "الإسلاموفوبيا من المنظورين القانوني والإعلامي" بمشاركة عدد كبير من الصحافيين والأكاديميين والمحامين. وقال نائب رئيس الوزراء التركي بولنت أرينج في كلمة خلال المؤتمر أن "مشاكل العنصرية والتمييز والتعصب والتطرف التي تنتشر تحاول التغلغل في المجتمعات مثل الفيروسات القاتلة" مشيرا إلى أن "الاسلاموفوبيا هي إحدى تلك الفيروسات". وأضاف أرينج إن "الإسلاموفوبيا" التي ظهرت في العصر الحديث تعتبر عامل ضغط أيضا موضحا بأن المسلمين ديمقراطيون في الجوهر وأن حكوماتهم وأحزابهم تعتبر أبرز مثال على ذلك. من جهته قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو خلال كلمته في المؤتمر أن التوقف عن تسييس الخطاب حول مسألة الإسلاموفوبيا سوف يدفع التعاون الدولي المتعلق بمجال مكافحة التمييز وتعزيز تكافؤ الفرص داخل المجتمعات وبين الشعوب إلى المزيد من النجاح. واضاف إن المجتمع الدولي يحتاج إلى تعزيز وترشيد العديد من آليات الخبراء بشأن القضايا المتصلة بالإسلاموفوبيا بغية الارتقاء بالتفاسير الخاصة بالقوانين الدولية والمضي في تنفيذها مشددا على أن جمع البيانات والتحليل السليم للمعلومات حول الاتجاهات ومظاهر التمييز الجديدة للخوف من الإسلام سوف يكفل مواجهة فعالة للمشكلة. واوضح أوغلو أنه ومنذ تسلمه منصب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي لم يألو جهدا في الدفاع عن الصورة الصحيحة للاسلام عبر محاربة ظاهرة الإسلاموفوبيا واحتوائها ملقيا باللائمة على المتطرفين ودعاة الكراهية باعتبارهم السبب الرئيس لنشر هذه الظاهرة. وطالب إحسان أوغلو بتركيز الجهود والقيام بخطوات استباقية من قبل الدول الأعضاء بالمنظمة لمكافحة الظاهرة مشيرا إلى أن المشكلة لا يمكن حلها من خلال جهود منظمة التعاون الإسلامي وحدها. واعتبر أوغلو ظاهرة الإسلاموفوبيا خطرا يتهدد العالم كله عبر التربص بالسلام والأمن العالميين نافيا أن تكون الظاهرة مسألة تتعلق بالعالم الإسلامي وحده ومطالبا في الوقت ذاته بمسؤولية دولية للتصدي لهذه المشكلة. وشهد المؤتمر الذي يهدف إلى تسليط الضوء على قضية الإسلاموفوبيا التي تعد من القضايا الأساسية التي تضطلع منظمة التعاون الإسلامي برصدها وإيجاد الحلول لها ثلاث جلسات رئيسية تناولت علاقة الإسلاموفوبيا بالديمقراطية والتعدد الثقافي ودور الإعلام ومسؤوليته وحقوق الإنسان. من جانبه قال الباحث الأمريكي جون اسبيتتو في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن الهدف من عقد هذا المؤتمر في إسطنبول في الوقت الحالي هو ايقاف ما يسمى ب "الفوبيا" التي أدت إلى العداء والتفرقة العنصرية والتي تزايدت بشكل كبير بعد أحداث ال11 من سبتمبر 2001. وأكد اسبيتتو أن المشاركين سيعملون على تحليل الأسباب التي أدت بالمجتمع الدولي لصنع مثل هذه المفاهيم الغربية عن الدين الإسلامي وإيجاد المشاريع الفاعلة لكي يسود السلام والأمن في كافة أصقاع العالم. بدوره اشار الإعلامي التركي محمد عاكف أرسواي في تصريح ل(كونا) إلى أن هناك العديد من التحديات التي تواجه المسلمين في العالم معتبرا هذا المؤتمر ليس كافيا لتصحيح الصورة السلبية التي ارتسمت في أذهان الغربيين عن الإسلام. وأكد أرسواي أنه لا يزال امامنا الكثير من الجهد والعمل المدروس وفق أسس محددة ووفق رؤية مكتملة لتجاوز التحديات التي تواجه هذه الظاهرة. يذكر أن المؤتمر يأتي تنفيذا لبنود برنامج العمل العشري الذي تبنته قمة مكة الطارئة العام 2005 وتلبية لتوجيهات الأمين العام لمنظمة التعاون الاسلامي كما يعد أحد نتائج توصيات ورشة عمل كانت المنظمة عقدتها في بروكسل العام 2012 وأقرها وزراء الإعلام بالدول الإسلامية في الغابون في إبريل من العام نفسه. وكانت قمة مكة التي انعقدت تحت شعار (الدفاع عن الإسلام) دعت إلى مقاومة فكر التطرف بكل أشكاله وفي كل مكان وإلى نشر وسطية الاسلام داعية إلى ضرورة الارتقاء بمناهج التعليم وتطويرها من أجل جيل متفاعل مع الإنسانية. (النهاية) ط أ / خ ع ح كونا121858 جمت سبت 13