حمدان: بأسلوبه الساخر كان نجما وقال الدكتور عاصم حمدان متأثرًا بفقد رضا لاري يرحمه الله: جمع الراحل عدة مواهب إبداعية في شخصيته المتألقة، وهذا لعمري ما يميزه عن غيره، فجمع الدبلوماسية والصحافة والأسلوب الساخر، وأخالني في الثالثة ما جعلته نجمًا يشار له بالبنان في المجالس الأدبية والاجتماعية، وقد كان مفوهًا في سوق النكتة بقالب بسيط، وهذه النكتة الساخرة تتميز بأنها غير جارحة، وهو جمع ذلك كله من خلال عمله الصحافي، ونادرًا ما يجمع وهذه ميزة له يرحمه الله بين كتاباته بربطها بالمعلومة السياسية ربطا كتابيا فريدا، وقليل هو من الشخصيات، التي يجيد في كتاباته والخطابية بين العربية والإنجليزية، وقد عرفته يرحمه الله عن كثب من خلال ما دعاني للكتابة لديه في «سعودي جازيت» فهو شخص محبوب كثيرا من الجميع، وهذا ما يجعلني أترحم عليه كثيرا وأدعو له بالمغفرة والرحمة ولأهله الصبر والسلوان. مشاط: كنت أتصوره رجلًا متجهما ويقول الأديب الشاعر محمد أحمد مشاط: هناك أناس تقرأهم فتتمتع باستنتاجاتهم وتحليلاتهم المنطقية والفلسفية، وهناك أناس تسمعهم فيضيفون عليك متعة الاستماع، ويسلبون عقلك بألسنتهم الحلوة، وأفكارهم المبهرة، ومغامراتهم السحرية، والأستاذ رضا لاري واحد من الذين امتلكوا الموهبتين معًا، فكثير من الناس وبالأخص الكتّاب، لا يتقن أحدهم إلا فنًا واحدًا ولسانًا مبرمجًا معروفًا.. أذكر عندما التقيته أول مرة ذهلت بروحه المرحة، وذهلت بامتلاكه للمجلس، الذي كان فيه كثير من أصحاب الألسنة الحداد، والذي أذهلني أكثر سعادتي واستمتاعي بما كان يقول، على عكس كتاباته الجادة العميقة، لقد كنت أتصوره رجلًا متجهمًا، وإنسانًا ذا عقد كثيرة، ونظريات جادة متدفقة لا تعرف الراحة والابتسام والهدوء، وأنا لم ألتق به إلا مرات قلائل لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، لكنني في كل مرة أندم على أن الأيام لم تتح لي مزاملته والقرب منه، لقد كان رحمه الله رجلًا محببًا إلى النفس في اللقاء، ومحللًا سياسيًا ذا رؤية ثاقبة في كتاباته، وصحفيًا محترفًا في عمله يعرف حدود الإمكان وحدود المغامرة.. أسأل الله له المغفرة والرضوان. المزيد من الصور :