أبوظبي (الاتحاد) - بمناسبة اليوم الوطني ال 41 لدولة الإمارات، وبالتعاون مع "المركز الوطني للوثائق والبحوث"، نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات - فرع أبوظبي، مساء أمس الأول، محاضرة بعنوان "المُشافهة حضارة متنقلة وهوية ثابتة"، تحدثت خلالها الأكاديمية والكاتبة الدكتورة عائشة بالخير مديرة ادارة البحوث والخدمات المعرفية بالمركز الوطني للوثائق والبحوث في أبوظبي، وقدمها الناقد العراقي الدكتور معن الطائي، وحضرها لفيف من المثقفين المعنيين بالشأن الثقافي. استهل الدكتور الطائي المحاضرة بالحديث عن أهمية الثقافة الشفاهية، مركزاً على دراسات الفيلسوف الفرنسي جاك دريدا عن التمركز الغربي حول الكلمة المكتوبة، ثم تطور الاهتمام بدراسات التراث الشفاهي الذي قال إنه تخصص يتطلب من صاحبه الإلمام بالعديد من الدراسات الإنسانية المتنوعة (تاريخ، اجتماع، أنثروبولوجي، علم اللغة، الأدب)، وذلك لأنه من الاختصاصات العابرة للحقول المعرفية.. ثم عرف بالباحثة وسيرتها الذاتية، وما تحمله من شهادات، ومساهماتها العلمية وإصداراتها. وتحت عنوان "المشافهة.. ذاكرة الخور والحبر" رحلت الدكتورة عائشة في الزمن، في استعادة بهية لذاكرة ملأى بالتفاصيل والجماليات والحنين المشرع على الأسئلة التي يطرحها علينا البحث العلمي، كلما طرح موضوع توثيق الذاكرة، وتدوين الثقافة الشفاهية. المشافهة والهويّة وقدمت الدكتورة عائشة في عرضها التقديمي، المستند إلى وعي مرهف، وحساسية عالية في قراءة الموروث سواء عبر الكلمة أو الصورة، منظومة التلقي والحوار ودور الأغاني والأشعار في تدوين عناصر الهوية في منطقة الخليج العربي. كما ناقشت الذاكرة الذهنية الثابتة كاستخدام المراكب الشراعية أو عناصرها المؤثرة كشعارات للدول والمؤسسات الرسمية والشركات. وتطرقت الدكتورة عائشة إلى استخدام الأغاني التي ترصد تحرك الكلمات من أفواه الشعراء إلى السفن المسافرة، فتكون مهمتها تخفيف سير العمل وأعباء الأنشطة اليومية في البحر وعلى اليابسة حتى بعد تراجع الغوص على اللؤلؤ، كل ذلك في محاولة لتحليل الوظيفة الرمزية والنفسية والعملية لسفينة "الداو" وتفاعل البحارة ورجال القبائل العربية باستخدام هذه السفن التي جرى إدراجها في القصائد والعبارات الاصطلاحية حتى أصبحت جزءاً لا يتجزأ من أشكال التعبير الثقافي والوجداني عن الحب والفخر والأساطير. وعرجت بالخير على ما تقوم به إدارة البحوث والخدمات المعرفية في المركز الوطني للوثائق والبحوث لجهة تقديم محاضرات تدريبية لطالبات جامعة زايد، ضمن سلسلة المحاضرات التي تنظمها في مؤسسات التعليم العالي في سياق مشروع التاريخ الشفاهي. إذ يسلط فريق المركز خلال المحاضرات، الضوء على منهجية البحث العلمي وأساليب جمع المواد التراثية، وطرق إجراء مقابلات التاريخ الشفاهي مع المعمرين من مواطنين ومقيمين شاركوا في نهضة دولة الإمارات وقيام اتحادها. وقالت إن هذه المحاضرات "تستهدف تعزيز الخطة الاستراتيجية للمركز، التي تسعى إلى تعزيز الهوية الوطنية وتوثيق ذاكرة الوطن، لتضاف إلى مقتنيات المركز من الوثائق والمخطوطات، والصور والتسجيلات التي تُعنى بتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة". ... المزيد