أحمد البراهيم- سبق- الرياض: يعيش المواطنون السعوديون حالة من التخوُّف والحيرة مع قرب موسم الحج؛ وذلك بسبب قرارات وزارة الحج الأخيرة المتعلقة بحجاج الداخل، والتنظيمات الجديدة بتقليص العدد والمخيمات وتأخر توزيع معظم المخيمات مع انعدام مرافق خدمية في عدد منها، مثل دورات المياه والمطابخ وغرف الأمانات ومواقع الأنشطة والمحاضرات. وعلمت "سبق" أن تصنيف المخيمات وتوزيعها من قِبل الوزارة لمتعهدي حجاج الداخل شهد جهوداً مضنية من قِبل المجلس التنسيقي لقطاع حجاج الداخل؛ للوصول لحلول عاجلة؛ إذ تعرض المجلس للتهديد بحله بسبب القرارات الأخيرة، والصعوبة في إيجاد حلول، بالرغم من أنه يعتبر مرجعية الشركات والمنسق لجميع ما يعرقل خدمة ضيوف الرحمن من الداخل. "سبق" بدورها قامت بجولة ميدانية على عدد من مكاتب حملات الحج؛ لاستطلاع الآراء حول القرارات الأخيرة. بداية، تحدث أحد راغبي الحج بقوله: "إننا ننوي أداء فريضة الحج هذا العام، ولكن صدمنا بكثير من الأنباء، من أهمها زيادة الأسعار وارتفاعها بشكل كبير؛ ما سيكلفنا مبالغ باهظة". فيما قال آخر: "أحاول جاهداً إيجاد حل يتناسب مع وضعي المادي، ولكن الأسعار باهظة جداً، وأصحاب الحملات يتحججون في ذلك الارتفاع بقرارات وزارة الحج تخفيض نسبة الحجاج ونقص الخدمات". وقال مواطن آخر: "أصابني الذهول من جراء الأسعار وتعامل الحملات؛ إذ وصلت أسعار الحملات في فئتَي (د) و(ه) إلى 10 و12 ألف ريال، بالرغم من أنها بالباص وليست بالطيران". فيما أبدى عدد من ملاك شركات حجاج الداخل تذمرهم من غياب الرؤية الواضحة لوزارة الحج فيما يخص التعامل معهم، حتى أن بعض أصحاب الحملات قرر رفع الأسعار لتعويض نسبة ال50 % التي تم خصمها من مخصصاتهم، قبل أن يتراجعوا حرصاً منهم على مصداقية التعامل ومراعاة لشرف المهنة. وأكد المدير التنفيذي لشركة الأخيار للحج، محمد بن سعود الحقباني، أن القرارات الأخيرة أثرت في شركات حجاج الداخل، وساهمت في ارتفاع الأسعار، وجعلت هناك تخوفاً من التسجيل في حج هذا الموسم. وهو نفس ما أكده مدير شركة الإخلاص للحج محمد العياشي، بشأن عزوف الحجاج عن التسجيل، مؤكداً أن التسجيل في حج العام الماضي اكتمل في منتصف شهر ذي القعدة، على عكس الوضع العام الحالي. من جانبه، قال المدير العام لشركة "ركاز المتقين" محمد الزهراني إنهم أصبحوا في وضع لا يحسدون عليه هذا الموسم، خاصة أنهم في مخيم مشترك مع مخيمين آخرين، لا يوجد بها سوى 20 دورة مياه لجميع المخيمات، وأيضاً مطبخ واحد وممرات مشتركة للرجال والنساء. واعتبر ملاك شركات حجاج الداخل أن الدائرة تضيق عليهم، وتتزايد وتيرة الخلاف بينهم وبين الوزارة، في الوقت الذي من المفترض أن تكون فيه الوزارة عوناً لهم لتقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن، بما يسهل أداء مناسكهم.