أ.د. عاصم حمدان * ما يغيب -أحيانًا- عن الأذهان في عالمنا هو عدم التنبه إلى أنه ليس هناك أخلاقيات أو مبادئ في تعامل الغرب والشرق مع القضايا ذات الصلة، بل تظل المصالح الذاتية هي المحرك الأساسي والحقيقي حلف ما يقدم عليه الآخر من ممارسات أو سلوكيات، ولعل موضوع العلاقات الإيرانية - الغربية يفرض علينا العودة إلى أحداث مرت عليها عقود طويلة من الزمن، ففي عام 1953م أقدمت الولاياتالمتحدةالأمريكيةوبريطانيا على الإطاحة عسكريًا بحكومة مصدق بذريعة ميوله مع حزب توده Tudeh للمعسكر السوفيتي، ونلاحظ أن هذا التدخل الغربي في إيران، حدث قبل مدة قصيرة من إبرام تحالف سري بين كل من بريطانيا وإسرائيل وفرنسا لمهاجمة البلد العربي -مصر- بعد تأميم الزعيم المصري عبدالناصر لقناة السويس عام 1956م. بعد سقوط الشاه -والذي لم يذرف- الغرب دمعة حزن على رحيله مع أنه كان حليفًا إستراتيجيًا للغرب ومن ثم صعود آيات الله للحكم في إيران والذي أطلق على أمريكا لقب الشيطان الأكبر، لم يمنع ذلك الحكومة الأمريكية من بيع السلاح سرًا للجمهورية الإيرانية فيما عرف باسم "إيران كونترا" Iran.Contra، وذلك لغرض إطلاق سراح الأمريكيين المحتجزين في إيران. * صعود حسن روحاني إلى سدة الحكم في إيران وإطلاقه مبادرات عدة مثل: تراجع حكومته عن إنكار محرقة الهولوكست أو التشكيك فيها، ووصفه أمريكا بالأمة العظيمة حمل الرئيس الأمريكي "أوباما" لأخذ مبادرة تتمثل في قيامه بمكالمة هاتفية مع الرئيس روحاني - ولابد أن هذه الخطوة لم تتم إلا بعد جعل الحليف الأساسي الإسرائيلي في صورة الأمر الواقع، ويبدو أن هذا المشهد لم يكن ليحدث لولا الاتفاق الأمريكي - الروسي على تفكيك ترسانة سوريا الكيماوية وصدور قرار من مجلس الأمن دون أن يتضمن الرجوع للبند السابع من ميثاق الأممالمتحدة ويعني ذلك -ضمنًا- بداية مرحلة جديدة لا تتفرد فيها أمريكا بالقرارات الهامة دوليًا، منذ تفكك الإمبراطورية السوفيتية. * لابد في مثل هذا التطور الجديد أن يكون للعرب دورهم وحضورهم وخصوصًا دول الحليج المعنية قبل الجميع بموضوع برنامج إيران النووي وملفات أخرى لا تقل سخونة عن الملف النووي حتى لا نجد أنفسنا وقد تحرك الغرب بدوافع مصالحه الخاصة دون أن يلتفت لقضايا الآخرين وهمومهم. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (70) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain