قال وزير الخارجية في لوكسمبورغ، جان اسيلبورن، ان بناء المستوطنات الإسرائيلية يعد عقبة امام السلام مع الفلسطينيين، واضاف في حوار مع مجلة «ديرشبيغل» الألمانية إنه يجب ان يتوقف بناء المستوطنات قبل بدء المفاوضات وأكد انه يعتقد انه يتعين على الأممالمتحدة ان تمنح الفلسطينيين دولة تحمل صفة مراقب. تالياً مقتطفات من الحوار: عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لقاء رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، إما في رام الله أو في القدس، من أجل محادثات السلام، لماذا يرفض الفلسطينيون هذا العرض؟ لأنه مجرد كلام، إذ إن سياسة المستوطنات الإسرائيلية هي تحدٍّ لكل الفلسطينيين، لأنها تمثل استفزازاً متواصلاً. ويتزايد تعداد المستوطنين الإسرائيليين اليهود في المناطق المحتلة من اسرائيل بصورة متسارعة اكثر من معدل ولادة الإسرائيليين. وتسمح الحكومة الإسرائيلية ببناء الشقق السكنية على أراضٍ لا يملكونها. وهناك طرق لا يسمح باستخدامها الا للمستوطنين، كما ازدادت اعمال العنف التي ارتكبها هؤلاء بنسبة 32٪ في العام الماضي. ولكن الفلسطينيين يقومون أيضاً باستفزاز إسرائيل، وينوي عباس تقديم طلب للأمم المتحدة للحصول على مكانة المراقب لدولة فلسطين؟ إنه طلب منصف تماماً وليس استفزازاً، وغالباً ما يتم نسيان خطة الأممالمتحدة لتقسيم فلسطين عام 1948 الى دولتين، هما اسرائيل الى جانب دولة عربية. وتأتي هذه الخطوة بعد فشل الفلسطينيين في محاولتهم، العام الماضي، في الحصول على مكانة الدولة المعترف بها من قبل مجلس الأمن. هل يؤيد الاتحاد الأوروبي جهود عباس؟ على الأقل فإن الاتحاد الأوروبي سيحاول التحدث بصوت واحد. والموقف الشائع حالياً أننا لن نقول كلا جميعنا. واعتقد أن قلة من الدول الأوروبية يمكن ان ترفض، أما البقية فستقول نعم. من الصعب رؤية الحكومة الألمانية وهي تقوم بشيء ترفضه إسرائيل صراحة. في الحقيقة فإن الحكومة الألمانية تشعر بالقلق على مصالح اسرائيل كدولة. ولكن برلين تشعر بأنه لا يمكن المساواة بين مصالح الشعب الإسرائيلي ومصالح حكومة نتنياهو. وسيتحسن الأمن الإسرائيلي بصورة كبيرة اذا حصل الفلسطينيون على حقوقهم، إذ إن حل الدولتين ليس منة للفلسطينيين وانما قاعدة للسلام في اسرائيل. كيف تبدو الأمور في لندن وباريس؟ يبدو أن فرنسا وبريطانيا العظمى تميلان نحو الموافقة، وهذا من شأنه ان يكون له تأثير في الموقف الألماني. الهولنديون اعتادوا دعم الإسرائيليين بصورة تقليدية، هل تغير هذا الوضع بالنسبة للحكومة الموجودة في لاهاي؟ لدي انطباع بأن هولندا ستتصرف بعقل منفتح وبصورة تقدمية في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية. يخشى الإسرائيليون من ان مكانة الدولة المراقب في الأممالمتحدة ستمنح الفلسطينيين حق مقاضاة السياسيين الإسرائيليين والضباط العسكريين في المحكمة الجنائية الدولية. القضاء الدولي مطبق على الجميع، وكدولة ملتزمة بحكم القانون لا ينبغي على اسرائيل ان تنزعج من ذلك. واعتقد ان نتنياهو لديه سبب آخر لمعارضة منح الفلسطينيين صفة الدولة المراقب في الأممالمتحدة، ونظراً إلى أن ذلك يمثل الخطوة الأولى على طريق الدولة الفلسطينية المستقلة فإن نتنياهو لا يريد ذلك.