تناولت وسائل الإعلام الغربية التطور الأخير في ميزان القوى بين قوى المعارضة بأنه يعمل في صالح قوى الاعتدال، في مقابل تنظيم القاعدة، فقد نشرت مجلة «فورين بوليسي» تقريرًا نشرته في عددها الأخير ذكرت فيه إنه بالرغم من أن قوى المعارضة في الخارج والولايات المتحدة يدعمان الجيش السوري الحر، كثقل موازن للجماعات المتطرفة التي برزت كلاعب أساسي في المناطق المحررة، إلا أن ذلك الجهد لم يعد مجديًا الآن بعد ظهور جماعات إسلامية جديدة . كما أشار التقرير إلى ما أعلنته 50 مجموعة إسلامية على الأقل تتخذ من المناطق القريبة من دمشق مسرحًا لعملياتها، توحدها تحت مسمى «جيش الإسلام» تحت قيادة «لواء الإسلام» الذي يتزعمه الشيخ زهران علوش والذي كان جزءًا من الجيش السوري الحر، بما يقلل من سيطرة الجيش السوري الحر في جزء من البلاد عندما كان يعد لفترة طويلة القوة المعارضة الأقوى على الساحة السورية. واستطرد التقرير أنه أصبح من الواضح الآن أن جيش الإسلام قزم كلًا من الجيش السوري الحر والتنظيمات الإسلامية الراديكالية مثل أحرار الشام وجبهة النصرة اللذين اعتبرا القوتين المهيمنتين لفترة طويلة. واعتبر التقرير أن هذا التطور له أهميته على صعيد التقليل من الدور الذي تلعبه القاعدة في سوريا من خلال تنظيم «جبهة النصرة» و «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام»(داعش)، اللتين بدأتا مؤخرًا تعيثان فسادًا في شمال وشرق سوريا من خلال القتال فيما بينهما ضد المجموعات الأكثر اعتدالًا. واستنتج التقرير أن الصراع في سوريا لم يعد الآن بين المعتدلين والمتطرفين، وإنما بين المتطرفين في مقابل كل من المعتدلين والمعتدلين الدينيين. من جهة أخرى نشرت «التايمز» تقريرًا مماثلًا، نسبت فيه للشيخ زهران علوش قوله إن هذه الخطوة جاءت لمكافحة التشرذم الذي أعاق المعارضة في حربها ضد نظام بشار الأسد. وأضاف التقرير إن عجز الغرب عن تقديم دعم عسكري أضعف القوى العلمانية وأدى إلى تقوية الإسلاميين.