تطالعنا صحافتنا المحلية بين فترة وأخرى بخبر مؤلم جدا مفاده اعتداء طالب أو طلاب على ممتلكات معلم أو ضربه أو طعنه بل وصل الأمر إلى قتله وإزهاق روحه بين طلابه وأمام المعلمين والمجتمع بكامله وهذه الظاهرة الغريبة والتي تثير الدهشة والإستغراب لأنها غير إسلامية وغير أخلاقية وغير تربوية توقفنا أمام تساؤلات عدة : أين وزارة التربية والتعليم عن هذا ؟ ألم تعلم بأن مهنة التدريس هي المهنة الأم التي تمثل المصدر الأساسي الذي يمهد للمهن الأخرى ويمدها بالعناصر البشرية المؤهلة علميا واجتماعياً وفنيا وأخلاقيا ؟ ألم تعلم بأنه منذ القدم والنظرة للمعلم نظرة تقدير وتبجيل على أنه صاحب رسالة مقدسة وشريفة على مر العصور فهو معلم الأجيال ومربيها وأن هذه الرسالة المقدسة والمهنة الشريفة مهنة التعليم التي اختارها المعلم وإنتمى إليها إنما هي مهنة أساسية وركيزة هامة في تقدم الأمم وسيادتها . أين وزارة التربية والتعليم عن حفظ كرامة المهن وكرامة ممتهنها أين مكانة المعلم لدى وزارته وفي مجتمعه ؟ لماذا معلم الأجيال ومربيها تنتهي حياته بطعنة خنجر أو سكين غدراعلى يد أحد أبنائه ممن يرجى منه الوفاء وحسن الجزاء لمعلمه ؟ لماذا هذا الغدر وهذا الإهمال وهذا التسيب ؟ لماذا تأبى وزارة التربية والتعليم إلا أن تكون أول المتفرجين أمام كل حادثة إعتداء على معلم وهو من يرى فيه خير عضد له بعد الله ؟ أليس هذا أمرا فظيعا وشنيعا على وجه العموم فكيف يحدث في معقل مخصص أساسا للتربية والتعليم على وجه الخصوص ؟ أليس الطالب يحضر لمدرسته من أجل العلم والمعرفة فلماذا يحضر ومعه سلاح ؟ لماذا يستبدل الطالب قلمه ودفتره وكتابه بسلاح يحمله في جيبه؟ لماذا أحضر هذا الطالب السلاح..؟ وما دوافعه وأفكاره..؟ لماذا أصبح المعلم يخشى على نفسه من آداء واجبه التربوي والتعليمي تجاه الطلاب رغم أنه وجد في الأساس لهذا الدور ؟ هل هي نتاج ثقافة ضحلة للمجتمع ؟ أم هي نتاج غياب حقوق المعلم في النظام ؟ أين إدارة المدرسة وإدارة التعليم والوزارة عن هذه الظاهرة وتفشيها بالمجتمع ؟ أين وحدة النظام بالمدرسة عن رصد السلوكيات الغريبه والشاذة وعلاجها ؟ أين الإرشاد الطلابي من متابعة سلوك الطلاب ؟ متى نرى من وزارة التربية والتعليم وضع مهنة المعلم في مكانها الطبيعي والأساسي من الأهمية والشرف والقداسة والسمو ؟ وهل نرى منها أيضا مايعطي المعلم مكانته التي يستحقها من التقدير والحفاوة والإجلال والتعظيم والهيبة والوقار طلال سليمان الزايدي- المدينة المنورة