هل وجدت نفسك منهزمًا في معركة أنت فيها منتصر؟! هل ذقت يومًا طعم مرارة الانسحاب وأنت مجبر؟! هزيمة.. وانسحاب ليس ضعفًا منك، ولا بسبب جبن. بل لأنك أدركت أنك تورطت في معركة مكر وخداع. أنت تتسلّح بالحب وصفاء النية. ومن يحاربك تمنطق بالنفاق والخبث والخداع سلاحًا. جعل الخفاء ترسًا يختفي وراءه. وأنت تقف في العراء. معركة كأنما تواجه وطاويط في عتمة الليل. تأتيك على غفلة من حيت لا تعلم.. فتخبطك خبطًا عشوائيًّا، وتهرب مسرعة تختفي في الظلام. فلا تفتح عينيك من صفعتها إلاّ بعد اختفائها، فتعجز عن معرفة غريمك! وأنّى لك أن ترد على ضربة، أتتك على غفلة من مجهول في غياهب الظلام. ساحة وغى يُساء لك فيها! كل ما أنت متأكد منه أن هناك حربًا غير نزيهة تدور حولك. جميع أطرافها يحاولون أن ينالوا منك بخنجر الغدر. برصاص الكذب يصيبونك، ومن ثم إلى صدورهم يضمونك. سحقًا لقوم بثوب الأخلاق والمثاليات تستّروا فخدعونا. وبوجوه غير وجوههم تنكّروا فهزمونا. ووقفوا أمامنا يبتسمون لنا. والله وحده يعلم ماذا يخفون لنا في سرائرهم، وما في أعماقهم ينوون. مرعب قاهر ظلم الأحباء، يجعلك كنسر جارح قُصّت أجنحته وهو غافل، فتُرك سجينًا في الأرض، وهو ما اعتاد إلاّ التحليق في أعالي السماء. عبدالواحد العرابي - جدة