"مهزلة الخدمات المدنية النسائية!! تروح ومعاك هوية الأب ودفتر العائلة والجواز وتعريف من الجهة التي تعمل فيها، والأم مع بطاقة هويتها وفي النهاية يقولون لك لازم وجود امرأتين للتعريف عن صاحبة الطلب. إذا لم تعترفوا بالوثائق التي أعطيتمونا إيّاها فلماذا نأخذها من الأصل. أفضل نأخذ معانا اثنين شهود لأي مكان للتعريف عنا وبلاش تعب تطليع الهوية من أصله". هذا ما قالته أم عبدالعزيز، وهي صرخة نداء نابعة من القلب، ومثلها صرخات كثير من النساء اللائي يعانين من مشكلة عدم الاعتراف بشخصيتهن في المحاكم أو الدوائر الرسمية، وفضلاً عمّا يحمله مثل هذا الإنكار من معانٍ خطيرة أبسطها عدم الإقرار بسلطة الجهة الرسمية التي أصدرت هذه الوثائق ولا بأهليتها فإن فكرة التعريف والشهود في حد ذاتها قد أصبحت تحتاج إلى إعادة نظر.. الشهود يطلبون للتعريف بشخص ما وقد يأتي أحدهم ليشهد وهو لا يكاد يعرف اسم صاحبه الذي يشهد له، ولعله قد تطوع للشهادة من مبدأ الفزعة أو تبادل المنفعة، أمّا اليوم فلقد انتفت الحاجة إلى الشهود لأغراض التعريف بحكم وجود بطاقات الهوية التي يفترض أنها لم تصدر إلاّ بعد توثيق وتمحيص ومتى ما أصدرت فإنها تحتوي من المعلومات ما يزيد كثيرًا عمّا يمكن أن يشهد به شاهد، وحتى في معاملات البيع والشراء فإن الهدف من الشهود يتمثل أساسًا في الإشهار وعدم التراجع، وهو أمر يتحقق بالتوثيق الرسمي أكثر بكثير ممّا يتحقق بشهادة الشهود الذين يمكن أن يختفي أحدهم أو جميعهم لسبب أو لآخر، في حين يبقى التوثيق الرسمي ثابتًا لا يزول. وإذا نظرنا إلى عمليات التوكيل فإننا نجد أنها تحتل حيزًا كبيرًا من أعمال كتابات العدل ومن وقت الموكلين والشهود وأصحاب الشأن، والأولى أن تسند هذه المهمة إلى المحامين، وإلى أئمة المساجد فتتوزع وتسهل على الجميع، فالتوكيل هو مسألة إجرائية مبنية على التراضي وهم أمر يسهل إثباته بمجرد الحضور إلى جهة ذات مصداقية، وإذا كنا نقبل أن نسند مهمة عقد القران إلى مأذون شرعي مرخص له فلماذا لا نسند إليه أو إلى أمثاله من مكاتب المحاماة وأئمة المساجد مهمة إصدار التوكيل الذي هو أقل حساسية من مسائل الزواج والأحوال الشخصية. وزارة العدل تشهد تطورًا كبيرًا في كثير من أعمالها، ولكن التطوير ينبغي ألا يقتصر على أتمتة الإجراءات القائمة كما هي، وإنما يجب أن يشمل إعادة نظر فكرية في هذه الإجراءات مع ما يقتضيه الأمر من مرونة وإعمال للفكر والإبداع الخلاق. [email protected] فاكس: 02/6901502 [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (19) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain