هكذا هي منطقة العنين بمديرية القطن وكما عودتنا دائماً وعلى حسب عوائدها التراثية والتاريخية في احتفالاتها المتميزة بأعيادها وطقوسها الدينية والتي توارثتها الأجيال الجنوبية جيلاً بعد جيل .. وكما هي العادة دائماً وبتميزها التراثي البديع والموروث الشعبي النادر .. احتفلت منطقة العنين بمديرية القطن يوم أمس الثلاثاء الموافق العاشر من ذي الحجة 1434ه الموافق 15 أكتوبر 2013 م .. بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك .. وكسائر المدن والقرى الجنوبية الأخرى باحتفاليتها العيدية المتميزة بالأهازيج والألعاب والرقصات الشعبية أو ما يطلق عليها (اليبَّانة ) وهو تراث حضرمي قديم توارثته الأجيال أبّاً عن جد .. و جيلاً بعد جيل .. ومنذ ما يزيد عن مائتي عام .. والذي تتميز به منطقة العنين في أعيادها عن باقي مدن وقرى وادي حضرموت .. حيث يتجمع الأهالي بعد أداء صلاة العيد يتبادلون التهاني والتبريكات بمناسبة العيد السعيد .. ومن ثم يبدؤون يتغنون بالقصائد والأناشيد التراثية بعد أن يترتب الجميع في صفوف متتالية مع الرقص على دقات الآلات الموسيقية (الطبل والمرواس والطاسه ) .. وسط مشاعر البهجة والسرور والبسمة لا تفارق محيا الجميع متناسين همومهم ومآسيهم والألم الذي يعيشه جنوبنا المحتل والمواطن الذي يعيش تحت وطأة الظلم والقهر للاحتلال تاركين كل ذلك وراء ظهورهم حتى ولو كان لبرهة من الزمن لا تتعد الساعة .. وبعد أن يتجمع الناس في حشود كبيرة تردد خلالها الأغاني والأهازيج الشعبية التراثية في واحدة من أروع اللوحات التراثية النادرة التي قل ما تجد لها مثيل في وادي حضرموت والتي توارثتها الأجيال عبر سنين مضت .. حيث تطوف تلك الحشود أرجاء المنطقة وشوارعها الرئيسية والفرعية .. متنقلة من شارع إلى شارع ومن جهة ٍ إلى أخرى إلى أن تصل إلى نهاية المنطقة لتعود أدراجها من حيث أتت لتنهي لوحتها الإبداعية الجميلة بجانب جامع العنين حيث يتفرق الجميع بعدها لزيارة الأهل والأقارب وتهنئتهم بالعيد السعيد .. وقد لوحظ إن احتفالية السنوات الأخيرة قد اختلفت وتميزت عن سابقتها حيث اختلط التراث الشعبي القديم بالشعارات الثورية الجنوبية التحررية المطالبة برحيل الاحتلال اليمني الذي لا يزال جاثم على صدورنا منذ ما يقارب العقدين من الزمن .. والتي أضافت إبداع إلى إبداع وتميز إلى تميز حتى صارت العلامة البارزة في احتفالية كل عيد بمنطقة العنين .. وزادها جمالاً وإبداعاً توشحها بالأعلام الجنوبية والتي ترفرف خفاقة في سماء العنين مع كل عيد سعيد . الجدير بالذكر أن اليبَّانة احتفالية عيدية ورقصة فنية من التراث الشعبي الحضرمي الأصيل والتي تقام بمناسبة الأعياد الدينية (الفطر والأضحى) وقد انقرضت تلك الرقصة الشعبية والفن الأصيل من مناطق وقرى وادي حضرموت ولم يتبقى إلا في منطقة أو اثنتين من مناطق الوادي .. بعد أن تجاهلت مكاتب الثقافة والسياحة لسلطة الاحتلال هذا الموروث التاريخي القديم .. ولزمت الصمت حيال انقراضه .