تركي القحطاني - بعثة المدينة - منى تصوير: علي القرني حوّل بعض الأفارقة ومجهولى الهوية أشهر الأسواق التجارية التي كانت معروفة في عصر الجاهلية وصدر الاسلام بمشعر منى، إلى مكان لتداول السلع غير المطابقة للمواصفات ومجهولة المصدر، فيما لايزال مسماه القديم حيًا بين شوارع مشعر منى. إنه «سوق العرب» الذى يرتاده كثيرون لشراءالمشالح الحريرية والمفارش الوثيرة، وقد أرتبط السوق قديمًا -إلى حدّ ما- بالنساء اللائي يجدن فيه كل ما يهمّهن من البضائع والاحتياجات، من مستحضرات طبية وأعشاب وحلي وملابس وأقمشة وحناء وأدوات الزينة والتجميل وهدايا الكبار والصغار من مكسرات وحلوى وعطور وبخور. ويحتفظ السوق حتى اليوم ببيع البن والهيل والبهارات والحبوب والتمور ومعدّات ومضارب البادية وأواني المنزل، كما يعرض فيه نتاج البادية من سمن وأقط وعسل وبسط وغيرها بجانب المشالح والعباءات والفرش الوثيرة المعدّة من جلود الخراف كالجواعد والأوعية الأخرى. وخلّد شاعر العرب المتنبى هذا السوق بقصيدة قال فيها: «من الجاذر في زي الأعاريب حمر الحلي والمطايا والجلابيب». ولكن لم يبق من قصائد الشعراء في هذا السوق سوى بعض الذكريات في الكتب والصحائف. «المدينة» رصدت بعض أصحاب البسطات في السوق والذين لا يعرف الكثير ممن يعملون فيه عراقته وقيمته التاريخية. تقول الحاجة أم عمر: هنا نبيع اللحم الطازج والمطبوخ ويبلغ سعر الصحن الصغير ب 10 ريالات والكبير ب20 ريالا. وتضيف: لم أعلم أن هذا الشارع يُسمى بسوق العرب، مشيرة إلى أن كل ما يهمها هووضع أدوات الطبخ الخاصة بها لأن غالبية الحملات التي على الشارع تخص حجاج إفريقيا الذين يحرصون على تناول وجباتهم الشعبية لديها. وتقول الحاجة عثيمة مالب: طالما قمت ببيع الملابس القطنية للحجاج، ففي هذا الوقت تزداد أرباحنا نظرًا لتحلل المحرمين، ويبلغ سعر الثوب الذي أقوم ببيعه ب 50 ريالا لكنني اشتريه ب 20 ريالا. وعن أنواع الإيسكريمات التي تباع في السوق، تقول الحاجة فليلة اليغول: أقوم بشراء البسكويت وخلطه مع بعض الحلوى وتنجح خلطتي في جذب الزبائن والأفارقة بالذات. وتشاركها الرأي الحاجة أم عبدالغني فتقول: أنا مختصة ببيع البسطات والخيم المتنقلة وربحي من هذه البضاعة في حال قمت ببيعها جميعا يصل إلى 1000 ريال وهذا الربح لا يمكن أن أجنيه في أي مجال آخر. وأضافت: إن هذا الشارع يسمونه سوق العرب ولكنه عكس ذلك فهوسوق للأفارقة والأجانب الآسيويين. وأخيرًا يقول أحمد أبوغاني -أحد رواد السوق-: الوجبات الإفريقية منتشرة في سوق العرب ومختلفة الأشكال والأنواع كما توجد به انواع الحلوى الإفريقية والعصيرات المختلفة، لافتًا إلى أن أسعارها ليست بالمرتفعة وفي متناول الحجاج البسطاء. وأضاف: قمت بالحج للمرة الثالثة واستمتع كثيرًا بالشراء من هذا السوق الذي يباع فيه كل شئ. المزيد من الصور :