عملية مسح شاملة غربي العراق لملاحقة إرهابيين تسللوا من سوريا .. خبراء أمنيون ل"فارس": الارهابيون زحفوا الى العراق بعد هزيمتهم على يد الجيش السوري تجري القوات الأمنية العراقية عملية مسح شاملة لملاحقة الإرهابيين في محافظة الأنبار المحاذية لسوريا، في حين يرى خبراء أمن أن ما يحدث في الأنبار من أعمال إرهابية له علاقة وثيقة بالأزمة السورية. بغداد (فارس) حيث كشف رئيس مجلس إسناد الأنبار الشيخ حميد الهايس في حديث خاص لوكالة أنباء فارس عن وجود عملية مسح شاملة في المحافظة الواقعة غربي العراق لتعقب الإرهابيين، مؤكدا أن الأوضاع الأمنية في المحافظة مسيطر عليها ولن يكون هنالك وجود للإرهابيين في المحافظة. وقال الهايس في حديث لمراسل وكالة أنباء فارس "ستكون هنالك عملية مسح شاملة في مناطق المحافظة ولن يكون للإرهابيين وجود داخل مدن الأنبار ونواحيها"، مضيفا إن "الوضع الأمني مسيطر عليه في المحافظة وأي إرهابي يظهر يأخذ جزاءه". وأضاف أيضا "إنه من المؤكد بعد انتصار القوات النظامية السورية على الإرهابيين بدؤوا بالزحف إلى داخل الحدود العراقية وبدأت عمليات تسلل عبر الحدود". من جانبه يرى الخبير الإستراتيجي في الشؤون الأمنية سعيد الجياشي أن التقدم الذي تحرزه القوات النظامية السورية مع اقتراب موعد عقد مؤتمر جنيف2 أربك الجماعات الإرهابية ما دفعها إلى الضغط باتجاه زعزعة الأمن في العراق لأسباب كثيرة أسهمت فيها عوامل عدة. ويقول الجياشي في حديث لمراسل وكالة أنباء فارس "من الواضح أن المشهد الأمني في العراق فيه تعقيدات وهنالك ترابط واضح بين ما يحدث في المنطقة وما يحدث في العراق بصورة مباشرة وغير مباشرة"، مبينا أن "القرار المتخذ بتخويل محافظ الأنبار للاتصال بالحكومة الاتحادية وبدء حلحلة مطالب المعتصمين والمتظاهرين من خلال آلية واضحة تعتمد على المطالب الدستورية والقانونية التي يمكن التعامل معها كان له دور في تهدئة الأوضاع". ويضيف "إن المجاميع الإرهابية بكل مسمياتها في عموم العراق سواء القاعدة أو غيرها من دولة العراق الإسلامية أو دولة العراق والشام هي في حالة من الاستنفار لإثبات الذات وزعزعة الأمن في العراق، وكلما اقتربنا من جنيف2 سيحاولون إرسال رسائل بان الأمور ليست على ما يرام، ونحن نعلم أن المحور الدولي السياسي الذي كان يطالب بإسقاط النظام في سوريا انتقل من مرحلة إسقاط النظام إلى مرحلة التعامل مع النظام وهذه نقطة تحول كبيرة في المواقف الدولية لذلك تم التعامل معه من خلال تفكيك البرنامج النووي من خلال قرارات مجلس الأمن وما سيحصل مع جنيف2 نجد أن الاتصالات مع الحكومة السورية هي محور أساسي في بناء هذا المؤتمر". ويوضح الجياشي "أن كل هذه العوامل والملاحظات جعلت صف التنظيمات الإرهابية أو المجاميع المسلحة التي كانت ولا تزال تقاتل على الأرض السورية لإسقاط النظام وإقامة الدولة الإرهابية الموعودة أصبحت في زاوية قلقة ومرتبكة جدا والمواقف الداعمة لها تتغير بين الحين والآخر ما جعلها تعمل على الساحة العراقية كما نراه لترسل رسائل للدول الإقليمية وغيرها من دول العالم أن الأمور ليست على ما يرام بل يجب أن يعودوا إلى مواقفهم السابقة التي تهدف إلى تفكيك الدولة وإسقاط النظام في سوريا". ويضيف "إنهم يريدون إيصال فكرة أنهم موجودون وفي نفس الوقت تضغط على الحكومة العراقية بموقفها السياسي المميز الذي لم يتغير منذ بداية الأزمة، بل إن دولا كانت تقف بالضد منه عادت لتشجع الحكومة العراقية عليه وأخذت بموقفها الداعي إلى التهدئة وإعطاء الفرصة الحقيقة للشعب السوري في خياراته دون التدخل أو دعم الصراع بآلة النار بطرفي الصراع، ويجب إعطاء البيئة المناسبة للشعب السوري لتحديد خياراته"، مبينا أن "المعركة الإرهابية التي تحدث في العراق خاسرة رغم أنها مؤلمة وفيها تضحيات لكنها خاسرة لأن إرادة الشعب العراقي أكبر وامتحنت بمواقف أصعب وتجاوزتها". بدوره يقول الخبير الأمني أحمد الشريفي في حديث لمراسل وكالة أنباء فارس "إن العراق بات اليوم الهدف رقم 2 لهذه الحركات الارهابية والقضية لا تقتصر على هذه الحركات بل تمتد لتشمل من يدعمها لجملة أسباب منها أن الوضع الأمني في العراق هش ويمنح مرونة أكبر لهذه الأطراف بالتحرك وتنفيذ أعمالها"، مبينا أن "المشروع مشترك لأن ما يحدث في سورياوالعراق هي معركة واحدة ولكن جبهات متعددة، لذلك ما يحدث في العراق هو جزء لا يتجزأ من امتدادات ما يحدث في سوريا وما يجري هو جزء من مشروع يحدث في المنطقة عموما وليس محصورا في سورياوالعراق". وأضاف الشريفي "إن ما يجري في العراق هو أبعد من أن يكون متعلقا بمؤتمر جنيف2 وأبعد أيضا من المتغير السياسي الذي حصل من خلال تغير الإرادة الدولية نحو تبني الخيار أو الحل السياسي أو السلمي في سوريا"، مبينا أن "المتغير في أصله كان يتعامل مع العراقوسوريا كهدف واحد من أجل الذهاب باتجاه تقسيم العراق، ونحن ندرك حقيقة أن هنالك صورة واضحة عما يجري ولكن فاعلية الأحداث التي جرت هو مناورة على ارتقاء القدرات القتالية للجيش السوري العربي وقدرته على مسك الأرض ما غيّر الكثير من المعطيات التي دفعت باتجاه الذهاب إلى العراق لجملة من الأسباب كهشاشة الوضع الأمني كما قلت ووجود أذرع سياسية ومناخ سياسي متشتت في الإرادة السياسية يسمح في خضم هذه الفوضى أن يكون القرار أضعف والقوات الأمنية أضعف لتنعكس الصورة فيصبح مشروع تقسيم المنطقة بدلا من أن يبدأ من سوريا باتجاه العراق يكون من العراق باتجاه سوريا". /2926/