أثبتت الاستهدافات المتكررة للزيارات الدينية في العراق بعد عشر سنوات من تغيير نظام المقبور صدام حسين ،أن استهداف مكون اتباع اهل البيت "ع" انتقل من مرحلة إرهاب الدولة الذي كان يمارس في عهد صدام ،إلى إرهاب الجماعات الذي يمثله اليوم تنظيم القاعدة بفروعه المختلفة المسميات ،وفقا لما يراه ساسة ومختصون. بغداد (فارس) فعلى الرغم من نجاح الخطط الأمنية للزيارة بصورة مرتفعة ،إلا أن هنالك بعض الخروق التي أكدت استمرار الأجندات الإرهابية في نيتها استهداف الزوار ،ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى في صفوف الزوار الذين تشير الإحصاءات إلى أن عددهم قارب 26 مليون زائر من داخل وخارج العراق. البعد الطائفي للاستهداف يحمل الاستهداف للزيارات الدينية بعدا طائفيا بالدرجة الأولى .. وعلى الرغم من ذلك لا ينبغي أن يواجه هذا الاستهداف بالطائفية ،حيث أن هذا الأمر هو ما يسعى إليه الإرهاب لخلط الأوراق. وفي هذا الإطار يقول مستشار رئيس التحالف الوطني العراقي مؤيد العبيدي في حديث لمراسل وكالة أنباء فارس إن "استهداف الزيارة أمر متوقع لأن الإرهابيين يستهدفون البعد الطائفي باستهدافهم لزوار أبي عبد الله الحسين عليه السلام على اعتبار أن الزوار الزاحفين إلى مرقده هم من المكون الشيعي وفكر تنظيم القاعدة هو فكر طائفي ومن هنا ينبغي أن نفرق بين أي مكون وبين الإرهاب الذي يتبع الفكر التكفيري، كما أن علينا أن نتسامح وأن نشكل خطا واحدا في معركتنا الفاصلة مع الإرهاب ونرفض الذين يريدون العنف الطائفي والحرب الداخلية". ويضيف العبيدي أن "الشعب العراقي في هذه المرحلة تجاوز الصعوبات وأصبح واعيا لما يجري في الإطار الدولي والإقليمي والعراق في حالة جذب للعناصر المسلحة من سوريا وهنالك تطويع ممنهج للمقاتلين في أوربا ودول المنطقة لذلك الشعب العراقي ينبغي أن يؤكد على الحكومة ومجلس النواب أن يعملان فيما بينهما على إيجاد تنسيق مشترك من الناحيتين التشريعية والتنفيذية حتى تكون هنالك معركة شاملة ضد الفصائل المسلحة". المطالبات برفع دعوى دولية يرى البعض أن هنالك ضرورة لرفع دعوى دولية ضد الدول التي تدعم الإرهاب الذي يستهدف الزيارات الدينية في العراق الذي تتبع حكومته اليوم مبدأ المجاملة السياسية مع الدول التي تدعم الإرهاب لاسيما السعودية وقطر. بدورها تقول النائب عن ائتلاف العراقية الحرة عالية نصيف في حديث لمراسل وكالة أنباء فارس "إن هنالك معاداة للمشروع السياسي والحكم في العراق فلذلك الإرهابيون من القاعدة أو غيرها أصبحوا يستهدفون أي تجمعات تمثل الشعائر الحسينية أو غيرها وهناك أيضا من يستهدف التجمعات لغرض زعزعة الأمن بصورة عامة في العراق لاسيما ونحن نقترب من موعد الانتخابات الوطنية". وتضيف نصيف ،إن "النظام السابق كان يتعامل بقسوة في حال وجد هكذا استهداف سواء كان داخليا أو على دول المنطقة أما اليوم فمن المفترض على العراق وهو يعلم أن هنالك دولتين عربيتين ترسلان الإرهاب إلى البلاد والمال والسلاح إليهم وتعقد الكثير من المؤتمرات والاجتماعات في بلدانها لاحتضان المعادين للعملية السياسية وتحتضن القاعدة وفروعها أيضا فكان من المفترض أن يقيم العراق دعوى أمام المحاكم الدولية ولكن حقيقة الحكم في العراق فيه خلل حيث أنه يعتمد على مبدأ المجاملة السياسية مع بعض الدول ولا يعتمد مبدأ العصا الغريبة على من لا يلتزم بمبادئ القانون الدولي ولا بمبادئ حسن الجوار أو حتى المعاملة بالمثل". وتوضح نصيف ،أن "أكثر الدول التي تحوي مدارس تكفيرية هي السعودية وكان يفترض على الحكومة عندما صدرت فتوى حسنة باتجاه العراق قبل أيام تؤكد وجود فتاوى إرهابية ضد العراق أن يتحرك ويأخذها وثيقة للطعن أمام الأممالمتحدة وكذلك قطر التي هي اليوم وبشكل واضح تعادي العراق وتتبنى المشروع الإسرائيلي عندما تدعم المعادين للعملية السياسية من كبار الشخصيات". إرهاب الدولة .. وإرهاب الجماعات الانتقال من مرحلة إرهاب الدولة إلى مرحلة إرهاب الجماعات ،هو أمر يمكن تفسيره بالتغييرات التي طرأت منذ تغيير النظام المقبور والتي جعلت الموازنة تتغير لصالح الإرادة الشعبية التي يمثل المكون الشيعي فيها الجزء الأبرز كما يرى الخبير الأمني أحمد الشريفي، الذي يقول في حديث لوكالة أنباء فارس إن "قضية الاستهداف ليست استهدافا للشعيرة بقدر ما هي استهداف لمن يؤديها أي أنه استهداف ذو أبعاد طائفية وهو في نفس الوقت استهداف يتجاوز الطائفة ليستهدف العملية السياسية ككل". ويضيف الشريفي "إن الجهة التي تمارس اليوم نشاطا إرهابيا ضد الزائرين هي التي كانت تمسك بالسلطة وكانت هي التي تمنع فكانت أيضا تمارس إرهابا ولكن هو إرهاب دولة أما اليوم فالإرهاب تغير بمفهومه إلى إرهاب الجماعات أو الأفراد فإذن الأمر سيان". لاقيا العتب واللائمة على "العملية السياسية التي امتد بها الزمن لعقد ولم تستطع أن تمسك الأرض أمنيا وتؤمن الزيارة بشكل طبيعي وأن تحقق الأمن والاستقرار والانسيابية لهذه الشعائر التي كان يفترض بمن هم اليوم في السلطة والذين كانوا جزءً من الوسط الذي عانى من الاستهداف في ذلك الوقت ومن العملية السياسية أن تكون أكثر حزما في الارتقاء بالجهد الأمني تدريبا وتسليحا لتحول دون تنفيذه هذه العمليات الإرهابية". / 2811/