كشف مدير عام الإدارة بالمؤسسة العامة للموانئ مساعد الدريس عن توجه المؤسسة لتكون هيئة والموضوع يدرس لدى اللجنة العليا للتنظيم الإداري، مشيرًا إلى أن هناك تنسيقا بين الموانئ والهيئة العامة للسياحة والآثار لتحويل بعض الموانئ إلى موانئ سياحية. وأكد الدريس في حوار مع «المدينة»: انه تم تشكيل لجنة فنية لتحديد أسباب غرق موقع حوض الملك فهد لإصلاح السفن في ميناء جدة الإسلامي، والتحقيقات جارية وسيتم الرفع بالأسباب... فيما يلي نص الحوار: *ماذا تم لتحويل المؤسسة العامة للموانئ إلى هيئة؟ وما الفائدة من ذلك حال تطبيقه؟ هذا صحيح .. موضوع تحويل المؤسسة العامة للموانئ إلى هيئة عامة يجري دراسته حاليًا لدى اللجنة العليا للتنظيم الإداري، ولا شك بأن تحويل الموانئ إلى هيئة عامة سيكون له دور إيجابي في تطوير العمل في الموانئ وزيادة كفاءة أدائها، كما سيعطي المؤسسة العامة للموانئ دورا أكبر في استقطاب الكفاءات المتخصصة في صناعة النقل البحري والمحافظة على تلك الكفاءات. *هل هناك خطط مستقبلية لافتتاح موانئ جديدة على السواحل؟ و أين مواقعها؟ **صدرت الموافقة السامية الكريمة على إنشاء ميناء تجاري في محافظة الليث، وسيكون هذا الميناء مساندًا لميناء جدة الإسلامي وتقوم المؤسسة العامة للموانئ حاليًا بإجراءات تنفيذ الموافقة السامية مع الجهات ذات العلاقة .. أما حاجة المملكة لموانئ جديدة فهذا تحدده الإستراتيجية الوطنية لتطوير الموانئ السعودية التي أعدتها المؤسسة مؤخرًا، وذلك بعد اعتمادها. ومن جهة أخرى هناك تنسيق بين المؤسسة والهيئة العامة للسياحة والآثار لدراسة وضع بعض المرافئ وإمكانية تحويل بعضها إلى موانئ سياحية مثل ميناء الخبر وميناء العقير وميناء الوجه، وذلك لاستغلال المقومات السياحية والتاريخية لتلك المناطق. *ما الإجراءات التي اتخذتها «الموانئ» لمعالجة التكدس في ميناء جدة الاسلامي؟ **ميناء جدة الإسلامي كأي مرفق خدمي يشهد في بعض فترات السنة زيادة في الحركة والإقبال ينتج عنهما زيادة في كميات البضائع والحاويات وأعداد السفن القادمة بنسب أعلى من المعدلات والمستويات الطبيعية خلال باقي أشهر السنة.. والحقيقة أن ذلك لا يعد ازدحامًا إنما هو ارتفاع في المخزون ويحدث بشكل موسمي خلال فترة ما قبل شهر رمضان المبارك من كل عام، وتحكمه عدة عوامل منها كميات البضائع الواردة للميناء، السرعة في تفريغها ومناولتها إجراءات تخليصها وفسحها جمركيًا، حرص التاجر على المراجعة لاستلام بضاعته، وسائل نقلها، السيولة في حركة مرور الشاحنات إلى خارج الميناء، وأي تأخير يحدث في أي من هذه العناصر ينتج عنه إرباكًا للحركة ويؤثر سلبًا على عمليات التشغيل في الميناء. زيادة البضائع *كيف تقيمون أداء الموانئ السعودية خلال العام الماضي؟ ** كان الأداء ممتازًا، والنتائج والأرقام تؤكد ذلك فقد زادت كميات البضائع المناولة بحوالى 14 في المئة مقارنة بعام 2011، إذ بلغت 188 مليون طن وزني مقابل 165 مليون طن، كما زادت أعداد الحاويات من 5.8 مليون حاوية نمطية في عام 2011 إلى أكثر من 6.6 مليون حاوية في عام 2012 بنسبة إضافية تجاوزت 16 في المئة، وزادت كذلك أعداد حاويات المسافنة من حوالى 1.8 مليون حاوية في عام 2011 إلى 2.1 مليون حاوية في عام 2012م بزيادة حوالى 19 في المئة. * ما تفاصيل المشروعات المنفذة في الموانئ؟ ** تضمنت ميزانية المؤسسة العامة للموانئ للعام المالي 1434/1435ه تخصيص مبلغ 1800 مليون ريال لتنفيذ مشروعات جديدة، لبناء أرصفة جديدة وتوسعة وتعميق للحوض ورصف للساحات بميناء رأس الخير، بناء رصيف جديد وساحات وطرق بميناء ضبا، إنشاء محطة كهرباء وتطوير للبنى التحتية في ميناء ينبع التجاري، تأمين معدات جديدة وتطوير لشبكة الصرف الصحي في ميناء ينبع الصناعي، تعميق الأرصفة وتطوير لشبكة الصرف الصحي في ميناء الجبيل التجاري، تجديد الأرصفة وتحديث المرافق في ميناء جدة الإسلامي، إنشاء ساحات وتطوير للمرافق في ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام النظام الأمني وتحسين البنية التحتية في ميناء الجبيل الصناعي وفي ميناء جازان .. إضافة إلى ذلك تتضمن الميزانية مبالغ لاستكمال مشروعات قائمة تبلغ قيمتها (725) مليون ريال، ويجري العمل حاليًا على إنشاء محطة الحاويات الثانية بميناء الملك عبدالعزيز بالدمام هذا المشروع والذي تبلغ استثماراته حوالى 2 مليار ريال بتمويل من شركة تضامن سعودية سنغافورية بنظام البناء والتشغيل وإعادة الملكية (BOT) بطاقة استيعابية 1.5 مليون حاوية نمطية سنويًا. سيرفع طاقة الميناء في مجال مناولة الحاويات إلى أكثر من 3.5 مليون حاوية، حيث سبق وأن قام مشغل محطة الحاويات الوحيدة بالميناء من تطويرها ورفع طاقتها من 1.5 مليون حاوية إلى 2.1 مليون حاوية سنويًا بتمويل ذاتي منه. * ما أوجه الدعم الذي تقدمه المؤسسة للكوادر السعودية وتأهيل منسوبيها؟ ** تولي المؤسسة هذا الموضوع قدرا كبيرا من اهتمامها، فقد بادرت منذ فترة بتفعيل مركز التدريب التابع لها في ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام وإسناده للقطاع الخاص لتقديم برامج ودورات تدريبية متخصصة، كما ألزمت المقاولين، وفق نصوص تعاقدية، بإلحاق الكوادر الوطنية بدورات وبرامج تدريبية متقدمة في أعمال الموانئ على أن يكون ذلك في إحدى الجامعات أو المعاهد المتخصصة المعترف بها سواء داخل المملكة أو خارجها اكثر من 1500 فرصة تدريبية تنتهي بشهادة علمية متخصصة، والتزام آخر بتمكين موظفي الإدارة العليا بالمحطة من المشاركة في المؤتمرات والندوات والمعارض الدولية المتخصصة في مجال الموانئ والنقل البحري، ولقد ساهمت هذه الإجراءات في تأهيل عدد كبير من منسوبي المؤسسة والموانئ وتدعيم الكادر الوظيفي بكفاءات وطنية متخصصة، بالإضافة إلى ذلك تقوم المؤسسة بالتنسيق مع كلية علوم البحار بجامعة الملك عبدالعزيز لجذب خريجي قسم الدراسات البحرية للعمل في الموانئ، وتم تعيين عدد من خريجي الدفعة الأولى من هذا القسم بالمؤسسة، وقد قامت المؤسسة خلال العام الماضي بتوظيف وتثبيت وتدريب وترقية عدد كبير من السعوديين بالموانئ حيث تم تثبيت حوالى 400 موظف، وترقية عدد 356 من منسوبي المؤسسة والموانئ إلى مراتب أعلى بالإضافة إلى تدريب 1024 متدربا في دورات تدريبية متخصصة في أعمال الموانئ بالداخل والخارج وابتعاث عدد آخر للحصول على درجة الماجستير والدبلوم العالي لتأهيلهم ورفع قدراتهم وتمكينهم من التعامل مع التقنيات الحديثة والمتقدمة في التجهيزات والمعدات والأجهزة البحرية المختلفة. بيع الحاويات * كم يبلغ حجم الحاويات التي بيعت بعد تخلي أصحابها عنها لفترات طويلة في الموانئ؟ ** يقوم مشغلو المحطات بإبلاغ جمرك الميناء عن المتروكات التي تمكث بالمحطة لأكثر من 60 يومًا، وبتوجيه من الجمارك تنقل جميع المتروكات سواء كانت حاويات أو بضائع عامة إلى ساحة المتروكات بالميناء، ثم تعرض في مزاد عام تحت إشراف الجمارك ويعقد هذا المزاد من 3 مرات إلى 6 مرات سنويًا، أما عن حجم الحاويات أو كميات البضائع التي تنقل إلى ساحة المتروكات فهي نسبة ضئيلة جدًا وتقل عن 0.05 في المئة من كميات البضائع الواردة للميناء. *كم من الوقت يستغرق تفريغ السفن؟ ** تتفاوت فترة تفريغ السفينة من ميناء إلى آخر، وذلك تبعًا لموقع الميناء، حجم السفينة ونوعية البضاعة، المعدات المستخدمة، ويتم احتساب زمن تفريغ السفينة وفقًا لمعادلات تشغيلية معقدة الشرح، ولتبسيط الأمر للقارئ سنأخذ ميناء جدة الإسلامي كمثال حيث ناول خلال العام الماضي 2012 حوالى 4.8 مليون حاوية أي أنه تمكن فعليًا من تفريغ وإنهاء إجراءات حوالى 13 ألف حاوية في كل يوم أي حوالى 514 حاوية في الساعة الواحدة، فإذا كانت سفينة الحاويات القادمة لميناء جدة الإسلامي حمولتها 8.000 حاوية قياسية يكون متوسط ساعات التفريغ لهذه السفينة ما بين 17 ساعة إلى 19 ساعة تقريبًا. اعتماد التقنية *هل هناك توجه لدى المؤسسة لاعتماد الحاسب الآلي من أجل إجراء جميع التعاملات المتعلقة بفحص البضائع والتفريغ وغيرها؟ ** تم تطبيق النظام السعودي لتبادل المعلومات إلكترونيًا (Saudi EDI) في بعض الموانئ، ولقد نفذت المؤسسة عددا من المشروعات الخاصة بالحاسب الآلي وتقنية المعلومات لتطوير برامج التعاملات الالكترونية من بينها موقع المؤسسة، إدارة المشروعات برنامج المحتوى الشامل، ويستخدم لإدارة جميع أنواع المعلومات وإنجاز المعاملات الكترونيًا بين إدارات المؤسسة المختلفة وإدارات الموانئ، مما يسهل الوصول إلى المعلومة وإنجاز المهمة بسرعة وأمان. *هل تعاني المؤسسة من قلة خبرة المقاولين المشغلين للموانئ سواء الموجودة على البحر أو الجافة؟ ** معظم شركات المناولة في الموانئ السعودية هي شركات سعودية وسعودية مختلطة لديها خبرات عالمية في مجال الشحن والتفريغ ومناولة الحاويات ولديها مشروعات وتجارب مماثلة في العديد من الموانئ الكبرى في العالم، ومن بين هذه الشركات أربع من كبرى الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال، مثل شركة هيتشسون العالمية ((HPH من هونج كونج، وتعمل في ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام، شركة موانئ دبي العالمية الشرق الأوسط المحدودة (DP-WORLD) في ميناء جدة الإسلامي شركة (PTP) الماليزية وتعمل في محطة بوابة البحر الأحمر للحاويات بميناء جدة الإسلامي، كما تقوم شركة سنغافورية بالتحالف مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي بالاستثمار في بناء وتجهيز وتشغيل محطة الحاويات الثانية بميناء الدمام، هذه الشركات عنصر أساس في عمليات التشغيل في الموانئ السعودية والعلاقة بين المشغل والميناء هي علاقة تعاقدية ترتب على كل طرف مجموعة من الحقوق والواجبات، والمؤسسة تقوم بدورها الإشرافي والرقابي على أعمال المقاول وتلزمه بتنفيذ جميع البنود التعاقدية دون تهاون، أما مقاول تشغيل الميناء الجاف فلا يخضع لإشراف المؤسسة العامة للموانئ. * ما حجم ما تستقبله الموانئ الجافة من الحاويات سنويًا؟ وهل هناك مشروع لإنشاء موانئ جافة لتخفيف الضغط على ميناء جدة الإسلامي؟ ** يبلغ متوسط عدد الحاويات التي يتم نقلها من ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام إلى الميناء الجاف بالرياض حوالى 25 ألف حاوية شهريًا بمتوسط حوالى 300 ألف حاوية في السنة، وهذا الرقم متغير من سنة لأخرى، مع العلم أن تطوير الموانئ الجافة أو إنشاءها ليست من اختصاصات المؤسسة العامة للموانئ. المزيد من الصور :
