د. عبد العزيز حسين الصويغ تعرّضت في صفحتي في الفيس بوك لقضية العنف الذي يمارسه البعض ضد العمالة الوافدة من خلال حادثتين تم عرضهما أخيراً في مواقع التواصل الإعلامي، يظهرا مدى العنف الذي استخدم في كلا الحالتين. فمن خلال فقرة بعنوان: (خبر وتعليق)، تناولتُ الخبرين على الوجه التالي: * الخبر: «سعودي يعتدي بالضرب المبرح على «عامل نظافة» حتى تورّمت عيناه...». المصدر: صحيفة أنحاء الإليكترونية http://www.an7a.com/120622 والتعليق: «ما تقوم به العمالة هو إفرازات لمثل هذه الطريقة في التعامل. لكن... إذا لم تستحِ فافعل ما شئت». * الخبر: «فيديو: شباب يعتدون على عامل محطة بنزين في رنية لمطالبته بالحساب». وجاء في نهاية الخبر: «استنكر مواطنون هذا التصرف في حق وافد مسلم... إلخ». المصدر: موقع مزمز http://mz-mz.net/207821/ والتعليق: «وماذا إذا كان الوافد غير مُسلم.. هل يُصبح التصرف سليم.. و»حلال»؟! *** هذين الخبرين وتعليقي عليهما أثارا تعليقات عديدة من أصدقاء صفحتي في الفيس بوك، استنكر أكثرهم هذا العنف غير المبرر، بينما رأى البعض أن لهؤلاء عذر أو أسباب لا نعرفها. وهذه بعض التعليقات: - تقول الإعلامية دلال عزيز ضياء: «هكذا يفهم البعض عبارة ارفع راسك أنت سعودي غيرك ينقص وأنت تزودي»؟! - وتقول دنيا عمرو: «هل هذا يكبر من شأنه ويرفع رأسه.. لا أعتقد، هذا عمل يضع رأسه في الأرض أياً إن كانت جنسيته». - وتقول ليلي محمد: «الله يهدي عباده اللي بتصرفوا عن جهل أما اللي بتكبروا على خلق الله فربنا قادر عليهم...». - ويقول ناصر الفركز: «منتهى القسوة والظلم مثل تلك التصرفات الهمجية تعكس صورة مشوّهة غن سلوكياتنا». - أما د. حاتم أبوالجدائل فيقول: «من أمن العقوبة أساء الأدب. أخلاقيات وسلوكيات كثير من الشباب تحتاج إلى صحوة ويقظة وجهود من كافة الأطراف المعنيين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتصحيح المسار فالوضع جد خطير». *** يظل هناك من يرى أنه من الضروري النظر إلى الجانب الآخر من الصورة. - يقول أحمد الشريدي: «لقد جلدتم الذات حتى أدميتموها، إني أكاد أسمع صوتها وهي تصيح!! أيها الأحباب تعلمون جيّدا بأن لكل قاعدة شواذ والحالات الفردية لا يُقاس عليها»!! ويقول: «الإمارات تمنع منعاً باتاً تصوير مثل تلك المشاهد المسيئة للمجتمع الإماراتي، ومن يقوم بتصويرها من الوافدين يتم القبض عليه ومحاكمته ثم ترحيله خارج البلاد»!! ويُحذِّر الشريدي من ما تقوم به هذه العمالة من فساد وأفعال مشينة ولجرائم شنيعة «من إرهاب وقتل وسرقة ونهب وغش وتزوير وغسل أموال وتسول ونشر للرذيلة والمجون بكل أنواعها». ويعرض الشريدي فيديو كليب عن برنامج «يا هلا» حول ارتفاع معدلات جرائم العمالة الوافدة. - بينما رأى صديقنا سليمان الحماد أن العمالة البنغالية في محطات البنزين تقوم بخلط البنزين بالمياه والديزل.. والقيام باستفزازات تجبر بعض الشباب على رد الفعل بعنف.. «لا أتصور أن مجموعة شباب ذهبوا للمحطة لضرب عامل إلا أن العامل مارس ما مارس من تصرفات مشينة نتعرّض لها دائما». *** وهكذا أصبحنا هنا وفق هذه الصورة من العنف المتبادل، وكأننا في ساحة معركة بين بعض شبابنا وبعض العمالة الوافدة، وهي صورة تنقل تصوُّر سلبي عن مجتمعنا مما يستوجب معالجة مكامن الخلل في المجتمع قبل أن يمتد ويتشعّب. لكننا نحن من جلب تلك العمالة «المجرمة»، والحل سهل.. أن نستغني عن مثل تلك العمالة، التي ضحيّتها عادة هم الأبرياء من أطفالنا ونسائنا.. والقضية تحتاج دراسة لهذه الإشكالية فنحن لسنا ملائكة وهم ليسوا شياطين. * نافذة صغيرة: (مجتمعنا ولله الحمد كريم وفيهم الخير والجود والإنسانية ولكن لا ننكر بأن لكل قاعدة شواذ، ومن يمارس العنف أو الجرم مع كل مستضعف إن كان طفل أو عامل فهو بكل تأكيد مجرم!).. أحمد الشريدي. [email protected] [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain