م. طلال القشقري لا زالت المبالغة في قيمة الفدية مقابل عفو ذوي المقتول عن القاتل مستمرّة لدينا، إلاّ مَن رحم ربّي!. ومؤشّر المبالغة يرتفع ارتفاعًا خياليًا لا يكاد يُصدّق، وكأنه مكوك فضائي انطلق من الأرض إلى جوف السماء، قاهرًا لقانون الجاذبية ونواميس الفيزياء، حتى وصلت قيمة الفدية في بعض الحالات لعشرات الملايين من الريالات!. كما تحوّلت جلْسات العفو إلى مزادات، وصاحبتها طقوس ما أنزل الله بها من سلطان، فترى ذوي المقتول والقاتل، مع أقاربهم، يجتمعون بالمئات وربما بالآلاف تحت وحول سُرادق منصوب في العراء لهذا الغرض، ويُكلِّف الكثير من المال، لساعات وأيّام، تاركين مصالحهم ومصالح العباد المرتبطين بهم وبأعمالهم، ثمّ تبدأ المفاوضات التي تُطبّق فيها أفضل مهارات التفاوض، وأقصد أن يطالب ذوو المقتول ب(الرقم الأعلى) للفدية ليحصلوا على (الرقم الأدنى) المقبول لهم!. والعجيب أن يُقال بعد إتمام الحصول على الفدية إنّ العفو عن القاتل تمّ لوجه الله، ولا أدري عن صحّة ذلك، كما لا أسيء الظنّ، لكنّي أعلم أنّ الفدية تخفيف ورحمة من الله، فكيف تتحقّق الوجهيّة لله عزّ وجلّ إن كانت الفدية بعشرات الملايين؟. أنا أقدّر أنّ فقدان القتيل مصيبة عُظْمى على ذويه، وأنّ تعويضه مستحيل، وأنّ الفدية ما هي إلاّ سلوى وإرضاء لهم، لكن ليس بهكذا فدية، وإلاّ أصبحت الفدية نفسها جريمة قتل لكن لا تسيل فيها الدماء بل أوراق البنكنوت، والأفضل هو إمّا عفو خالص لوجه الله، أو فدية معقولة يحثّ الدين على تسخيرها في أوجه الخير، أو قصاص!. أسأل الله العفو والعافية ممّا يؤزّ الناس إلى جريمة القتل، هذه الجريمة الشنيعة التي أزّ الشيطانُ لها ابنَ آدم قابيل، فقتل أخاه هابيل، سانًّا بذلك القتل بين بني آدم إلى يوم الدين!. @T_algashgari [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :