نيويورك - قنا: رأت السعودية أن عملية إصلاح مجلس الأمن وأساليب عمله ينبغي أن تكون عملية شاملة واسعة تهدف إلى تعزيز دوره في القيام بمهامه وتعكس واقع اليوم وتعددية المجتمع الدولي وتراعي مصالح جميع الدول الأعضاء في الأممالمتحدة. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها القائم بأعمال الوفدالسعودي لدى الأممالمتحدة بالإنابة الدكتور عبد المحسن الياس أمام مجلس الأمن في الجلسة الخاصة بالبند المعني بمناقشة أساليب عمل مجلس الأمن الليلة الماضية وقال "إن تغيير هيكلة المجلس يجب أن تكون ممثلة للواقع الحالي والتطورات والمستجدات التي حدثت على الصعيد الدولي، كما يجب أن يراعي المجلس التمثيل الجغرافي العادل والمتوازن للدول الأعضاء ويحافظ على فاعليته وقدرته على أداء واجباته ومن ذلك منع حدوث النزاعات والصراعات الدولية قبل تفاقمها وليس فقط التعامل معها عند حدوثها وما ينتج عنها من إزهاق للأرواح وتعريض الأمن والسلم الدوليين للخطر". ودعا الدكتور عبدالمحسن إلياس إلى الاستفادة في ذلك من خبرات المنظمات الإقليمية ودون الإقليمية في حل النزاعات ومنع نشوبها، وقال أن السعودية تؤكد أهمية إلزام جميع الدول بقرارات المجلس على قدم المساواة ودون الانتقائية التي أدت إلى معاناة منطقة الشرق الأوسط ومنذ أمد بعيد من إخلالات مستمرة بالسلم والأمن الدوليين من دون تدخل فعلي وفعال لحل أزمات أدت إلى ويلات على المنطقة بأسرها وعلى المجتمع الدولي ككل. وأوضح أن أسلوب الكيل بمكيالين والمعايير المزدوجة في التعامل والنظر فيما يخص منطقة الشرق الأوسط سيؤدي حتمًا في نهاية المطاف إلى فقدان الأمل لشعوب تلك المنطقة في مؤسسات العمل الدولي المشترك وعلى رأسها مجلس الأمن في الوقت الذي كان يجب أن يسعى فيه المجلس للحفاظ على هيبة الأممالمتحدة وضمان مصداقيتها وفاعليتها. واشار الى ان فشل مجلس الأمن في معالجة الوضع في الأراضي العربية المحتلة وهي القضية التي ينظر فيها منذ وقت يقارب تاريخ إنشاء منظمة الأممالمتحدة هي مثال واضح على عجز المجلس المستمر عن إحلال الأمن والسلم الدوليين وإعادة الحق لأصحابه". وأضاف "أنه نجم عن ذلك العجز تمادي إسرائيل في انتهاكاتها للقوانين الدولية ونيلها من حقوق الشعب الفلسطيني وسعيها المستمر لتغيير الوضع على الأرض". ولفت النظر إلى أن الأزمة السورية المستمرة حاليًا دون معالجة فعلية غير جزئية تحقق تطلعات الشعب السوري وتعكس إرادة المجتمع الدولي ممثلا في الجمعية العامة عبر قرارات أممية تبنتها الجمعية ولكن دون أن يقوم مجلس الأمن بترجمتها بالشكل المناسب، ليؤكد مرة أخرى خطورة تأخير اتخاذ القرارات المناسبة وفي الوقت المناسب في تحقيق السلام في المنطقة والعالم وما يسببه ذلك من إشاعة للفوضى والحروب والقتل والتدمير، داعيًا مجلس الأمن الدولي للالتفات لتطلعات وآمال شعوب المنطقة والعالم في تحقيق مهمته في إحلال السلم والأمن الدوليين .