أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس المسلمين بتقوى الله عزوجل والاعتبار بانقطاع الأعمار واندثار الآثار. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها يوم أمس: «مع إشراقة فجر العام الجديد ومع ما تكابده أمتنا من التفرق وما تسام به من بأس من الظالمين وما يتعرض له إخوتنا من بطش وتربص من الأعداء لزم التأكيد على أنه لاعزة ولا نصر ولا تمكين للأمة إلا بالتمسك بعقيدتها واستنهاض كل القيم الأخلاقية التي أمر الله بها». وأوضح أنه مع كل التحديات المعاصرة فإنه يجب على أمتنا تحمل مسؤولياتها الدينية والتاريخية تجاه عز دينها وأمن بلادها وتعزيز وحدة صفها واجتماع كلمتها والتعامل مع غيرها بالحكمة والتسامح ولا غلو ولا جفاء ولا تجبر ولا رفض للغير مطلقًا بل النظر في مصالح الأمة وحقوق الإنسان والشعوب وتجنيبها ويلات الفتن والحروب وإحقاق الحق وإرساء العدل وصون الحريات وحقن الدماء والحفاظ على الأمن والسلم الاجتماعي ليتحقق الأمن والسلم العالمي وحتى لا يفقد العالم أمله في السلام وثقته في المنظمات والهيئات الدولية. وبين فضيلته أن من الأحداث التاريخية الخالدة الزاخرة بالعبر حدث الهجرة النبوية المباركة، وقال: إنه لحدث لو تعلمون عظيم جلل ونموذج فذ في صناعة التفاؤل والأمل، الأمل في نصر الله وإن طال أمده والتمكين وإن اشتد المتربص من عداه، والأمل في اندحار الطغيان وإن أصم صداه، والأمل في المستقبل المشرق للإسلام، وإن تأخر فجره وضحاه ونوره وسناه. وفي المدينةالمنورة أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ حسين آل الشيخ المسلمين بتقوى الله عزوجل، مشيرًا إلى أن من اتقاه جعل له من كل ضيق مخرجًا. وقال: «أيها المسلمون تتعاقب الأعوام وتتوالى الشهور والأعمار تطوي والآجال تقضي وكل شيء عنده بأجل مسمى، وإن في استقبال عام وتوديع آخر فرص للمتأملين ومواعظ للمتعظين، الموفق السعيد من يتخذ من صفحات الدهر وانطوائه وقفات للمحاسبة الجادة ولحظات للمراجعة الصادقة، والمؤمن في حاجة ماسة في كل وقت لمحاسبة نفسه وتقييم مساره. وأوضح فضيلته أن الفوز والنجاة في محاسبة المؤمن النفس بنهيها عن الآثام وبزجرها عن الإجرام وبسوقها إلى موارد الخير وموارد البر. وبين أن في سير السلف الصالح تذكير ووصايا بمحاسبة النفس ومعاهدتها في كل وقت وحين. وقال فضيلته: تذكر أخي المسلم وأنت تودع عامًا وتستقبل آخر أن نجاتك في محاسبة نفسك وأن فوزك في معاهدة ذاتك، تلك المحاسبة التي تكفك عن الملاهي وعن السيئات وتسوقك إلى فعل الأوامر والمسارعة إلى الطاعات، ولا تكن أخي المسلم ممن يرجون الآخرة بغير العمل ويؤخرون التوبة بطول الأمل. حاثًا المسلم على عدم تضييع الأعوام والأعمال سدى وتفويت السنوات غثا. وبين فضيلته أن في انتهاء عام وحلول آخر هو تذكير بأن هذه الدنيا لاتبقى على حال وعلى المسلمين أن يقفوا ويتذكروا أن العام الماضي قد مر على المسلمين وهم في محن عظمى ومصائب كبرى، متسائلاً هل يتعقل المسلمون أن الأمن والأمان مرهون بالتمسك بالإسلام والالتزام بحقائق القرآن والاعتصام بحبل الرحمن، وأن الأمة لن تحصّل قوة ولن تبلغ مجدًا ومكانة مرموقة حتى يتحقق في واقعها حياتها العمل الكامل الصادق الشامل بالإسلام عقيدة وشريعة علمًا وعملاً حكمًا وتحاكمًا.